خمس قمم عربية.. بين المد والجزر!

يعد تتبع القمم العربية بمثابة سرد تاريخي لما يجري إقليما ودوليا، وتتميز خمس قمم لرؤساء وملوك وزعماء الدول العربية بكونها أتت في ظروف يمكن وصفها بالمفصلية.

أولى هذه القمم، تلك التي جرت في العاصمة السودانية الخرطوم في 29 آب 1967، في أعقاب “النكسة”، ومن بين أهم القرارات التي اسفرت عنها القرار المعروف بـ “لاءات الخرطوم”  وينص على “لا سلام مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل”.

القمة الثانية انعقت في العاصمة المغربية الرباط في 26 ت١ عام 1974، وشاركت فيها جميع الدول العربية، ودعت في بيانها الختامي إلى “التحرير الكامل لكافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وتحرير مدينة القدس، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني”.

أما القمة الثالثة فكانت غير عادية “طارئة” والتأمت في بغداد يوم 28 تموز 1990 بدعوة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكان من قراراتها اعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين، والترحيب بوحدة اليمنين الشمالي والجنوبي، والتحذير من خطورة تصاعد موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإدانة قرار الكونغرس الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

القمة الرابعة، كانت مفصلية وطارئة كسابقتها، وجاءت في وقت حرج للغاية على خلفية الغزو العراقي للكويت، وانعقدت في القاهرة يومي 9 – 10 آب 1990.

وخرجت هذه القمة بالقرارات التالية:

– إدانة العدوان العراقي على دولة الكويت الشقيقة. وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه، ولا بأي نتائج أخرى، مترتبة على غزو القوات العراقية للأراضي الكويتية. ومطالبة العراق بسحب قواته منها، فوراً، وإعادتها إلى مواقعها السابقة على تاريخ 1/8/1990.

– تأكيد سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية، باعتبارها دولة عضوا في جامعة الدول العربية، وفي الأمم المتحدة. والتمسك بعودة نظام الحكم الشرعي، الذي كان قائماً في الكويت قبْل الغزو العراقي. وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات، لتحرير أرضها وتحقيق سيادتها.

– شجب التهديدات العراقية لدول الخليج العربية، واستنكار حشد العراق لقواته المسلحة على حدود المملكة العربية السعودية، وتأكيد التضامن العربي الكامل معها ومع دول الخليج العربية الأخرى. وتأييد الإجراءات، التي تتخذها المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية الأخرى، إعمالاً لحق الدفاع الشرعي، وفقاً لأحكام المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن (الرقم 661)، بتاريخ 6/8/1990، على أن يتم وقف هذه الإجراءات، فور الانسحاب الكامل للقوات العراقية من الكويت، وعودة السلطة الشرعية للكويت.

– الاستجابة لطلب المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية الأخرى، بنقْل قوات عربية، لمساندة قواتها المسلحة، دفاعاً عن أراضيها وسلامتها الإقليمية، ضد أي عدوان خارجي.

القمة الهامة الخامسة، انعقدت في 27 آذار عام 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت، وفيها جرى تبني مبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي عرفت لاحقا بالمبادرة العربية، وتنص على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

تلك كانت قمم عربية انعقدت في ظروف استثنائية وانبثقت عنها قرارات هامة في مواجهة ظروف محددة، وبالتالي جاءت الردود العربية متنوعة بحسب التطورات الإقليمية والدولية، وخاصة في أعقاب الأزمات الكبرى التي عصفت بالمنطقة بشكل متوال.

/ RT /

اترك ردإلغاء الرد