شرق المتوسط علي الخارطة العالمية لتزويد الغاز

/ترجمة الرائد نيوز/

خلقت الأزمات الأوكرانية – الروسية فرصة غير متوقعة لشرق المتوسط لتزويد أوروبا بالغاز والغاز الطبيعي المسال. فأسعار الغاز المرتفعة في أوروبا تجعل الغاز في شرق المتوسط شديد المتافسة، وينظر إليه باعتباره مصدرًا رئيسيًا محتملًا للإمداد بالغاز في أوروبا وهي تتطلع إلى أن تحل محل الغاز الروسي. فأسعار الغاز الأوروبية أعلى حاليًا من أي مكان آخر في العالم ولا تزال تتاجر بأسعار الغاز الفوري الآسيوية.

ومن بين اللاعبين المحتملين شركة النفط الأميركية العملاقة “شيفرون” التي تمتلك موقعا غازيًا كبيرًا في شرق البحر الأبيض المتوسط في أعقاب استحواذها على حقول الطاقة في إسرائيل وقبرص في عام 2020.

وهي تشغل حقلي لوياثان تمار المنتجين في إسرائيل وهي أيضًا مشغل الرخصة التي تحتوي على اكتشاف أفروديت في البحر القبرصي.

ويستخدم الغاز المستخرج من شركتي “لوياثان” و”تمار” حاليا لتزويد الأسواق الإسرائيلية المحلية وأسواق التصدير في مصر والأردن.

شيفرون كانت تبحث في عدة خيارات لتحويل موارد الغاز تلك إلى نقود في شكل غاز مسال.

وكانت المفوضية الاوروبية وقعت في حزيران مذكرة تفاهم مع مصر واسرائيل حول احتمال نقل الغاز الاسرائيلي إلى مصر ومن ثم لتزويد أوروبا بالغاز. خيار آخر لشيفرون هو تسييل الغاز الطبيعي المسال الطافي، والذي يمكن أن يكون خيارًا جيدًا أيضًا.

وقد ارتفعت الفائدة على الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره خيارًا لتنويع مصادر الإمداد ووسيلة للمساعدة في خفض الأسعار.

ولكن مع الغاز الطبيعي المسال، فإن وقت الاستجابة أطول طالما يستغرق الأمر وقتًا بالنسبة للمشاريع الجديدة للتوصل إلى قرار استثمار نهائي ومن ثم يتم تطويرها.

وتعطى قطاعات نفطية أخرى غاز شرق المتوسط أولوية في استراتيجياتها المستقبلية، الأمر الذى سيساعد على دفع تنمية حقول الغاز سريعًا في مصر وقبرص واسرائيل ولبنان.

والواقع أن قرب هذه الحقول من أوروبا لتلبية طلب ضخم على القارة القديمة أمر مفيد للغاية. وتناقش شركات النفط بالفعل بجدية جميع الخيارات لشحن الغاز إلى أوروبا، بما في ذلك “إف إن جي”. وبالتالي، أعلن رئيس شركة النفط الإيطالية “آني” أن شركته سوف تحل محل الغاز الروسي تماما بحلول عام 2025 باستخدام موارد إضافية من شرق البحر المتوسط، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز خلال مؤتمر جاستش 2022 في ميلانو هذا الأسبوع.

وكانت شركة النفط والغاز التي تتخذ من روما مقرًا لها ولديها مصالح في المياه قبالة سواحل قبرص قالت في بيان لها في نيسان أنها ستضخ الغاز الاضافي بحلول هذا الخريف مضيفة ما يصل إلى 9 مليارات برميل من الغاز الجزائري بحلول 2023-24.

وتطرح وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيليديس ، التى حضرت المؤتمر أيضا ، القضية الخاصة بجمهورية قبرص ، قائلة ان الغاز البحري في الجزيرة والاكتشافات الأخيرة يمكن أن تعزز أمن الطاقة في أوروبا وانتقال الطاقة.

وقد قالت بيلديس، الذي جلست أيضًا على اجتماع وزاري تحت عنوان “إطلاق وتسريع إمكانات الغاز الطبيعي لحوض شرق البحر الأبيض المتوسط”، إن الغاز الجديد المكتشف في بئر كرونوس 1، في البلوك 6 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، من الممكن أن يساهم في إحياء الاهتمام بممر الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط كما تتصوره بلدان المنطقة.

فقد ذكرت الوزيرة القبرصية أثناء مؤتمر جاستش 2022 أن الغاز الطبيعي المسال العائم “هو أحد الخيارات، أو أن الغاز قد يذهب إلى مصر”.

وقالت للمندوبين في الحدث إن لدى نيقوسيا “رسائل إيجابية جدا” من شركة “إيني” ومن الشريك الفرنسي لشركة توتال الإيطالية.

وتسعى “إيني”، التي تدير حقل “زوهر” الضخم للغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في مصر، إلى تحسين حملات الاستكشاف التي تقوم بها في الوحدات القائمة، فضلا عن المساحات التي تم الحصول عليها حديثا في دلتا النيل، وشرق البحر الأبيض المتوسط، ومناطق الصحراء الغربية.

وقد برزت مصر باستمرار كأفضل مركز على الأرجح لتوفير صادرات قصيرة الأجل إلى أوروبا، حيث تسعى نيقوسيا إلى الاستفادة من منشآت القاهرة وبنيتها التحتية التي يمكن أن تتلقى الغاز القبرصي.

اجرى وزير البترول والثروة المعدنية طارق المولى محادثات مع وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصى ناتاشا بيليديس على هامش مشاركته في معرض ومؤتمر جاستش لعام 2022 في ميلانو بايطاليا.

وناقش الوزيران خلال الاجتماع مشاريع التعاون المشترك وأوضاع سوق النفط والغاز في ظل التحديات التي يواجهها البلدان.

وأكد الوزيران على أهمية التنسيق المستمر والتعاون البناء بين الجانبين في ضوء الأهمية المتزايدة للغاز الطبيعي، لا سيما أثناء انتقال الطاقة. كما ناقشا ما أنجزته فرق العمل على كلا الجانبين لدعم أواصر التعاون تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.

وأشار المولى في كلمته إلى أن منطقة شرق المتوسط أصبحت مصدرًا موثوقًا به للغاز الطبيعي للأسواق الأوروبية. وأضاف أن مذكرة التفاهم الثلاثية التي تم التوقيع عليها بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لتجارة ونقل الغاز الطبيعي تعد من أنجح نشاطات المنتدى.

الأخبار المهمة من هذه التطورات الأخيرة هي أن الشركات تتحرك بجدية لجعل الأمور تحدث وهذا دائما أكثر كفاءة بكثير من الحكومات، التي ينبغي أن يكون دورها تقديم الدعم اللازم لتيسير التنفيذ السريع للمشاريع المخطط لها.

/Lebanon gas news/

اترك ردإلغاء الرد