نفى وجود خطة طوارئ لمواجهة أي عدوان محتمل هارون ل”الرائد نيوز”: وضع المستشفيات كارثي
/نوال حبشي نجا_الرائد نيوز/
أغلق اللاجئ الفلسطيني في مخيّم عين الحلوة محمود زيدان، عصر أمس، الخميس 1 أيلول الشارع الفوقاني في المخيّم، احتجاجاً على عدم استقبال طفله في المستشفيات، بعد تعرضه لوعكة صحيّة.
ووضع اللاجئ طفله على طاولة في منتصف الشارع، تعبيراً عن غضبه، بعد أن رفضت عدّة مستشفيات استقباله، وعدم وجود أماكن في المستشفيات التي أرسلته وكالة “أونروا” إليها في مدينة صيدا.
وظهر اللاجئ في تسجيل فيديو، في حالة غضب شديدة تجاه قسم الصحّة لدى وكالة “أونروا” وقال: إنّ مستشفيي الهمشري والراعي لم يستقبلوا ابنه لعدم وجود أماكن، فيما لم تستقبله أي مستشفىً آخر.
هذه ليست حال اللاجئ الفلسطيني أو النازح السوري في لبنان، بل هي حال اللبنانيين بعد أن فقدت الليرة قيمتها بنسبة تفوق ٣٣ في المئة أمام الدولار الأميركي، وما يزال الخط التصاعدي للعملة الخضراء مستمراً، ويستمر معه تصاعد طبقة الفقراء في لبنان، الذين لم يعد بمقدرهم الدخول إلى المستشفيات الحكومية أو الخاصة على حدٍ سواء، حتى وإن كان المواطن اللبناني مضموناً، حيث فارق مدفوعات الضمان الاجتماعي باتت تكاليفه تساوي ما لا يقل عن ٦ معاشات يتقاضاها الموظف بأقل الأحوال.
وقال نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون في اتصالٍ مع الرائد نيوز “نحن في المستشفيات نعاني من نقص حاد في المواد الطبية، والأدوية، والمستلزمات الضرورية لحالات الطوارئ، وبالتالي هناك صعوبات كثيرة تواجهنا في عملنا ولكننا نعمل على تسير الأمور”.
وأمس، قالت معلومات صحافية “إن بعض المستشفيات تبلّغت من بعض المراجع أن تضع خطّة طوارئ تطلب فيه من الموظفين الاستعداد لمواجهة أي عدوان محتمل على لبنان.
وفي التفاصيل، “طلبت إدارة إحدى مستشفيات بيروت من الموظفين الراغبين بالمشاركة في خطة الطوارئ إرسال أسمائهم في غضون ٤٨ ساعة كحد أقصى”.
وفسّرت إدارة المستشفى للموظفين خطة الطوارئ، أنه “في حال حصل أي حدث أمني في البلاد، وأدى إلى انقطاع خدمة الاتصالات، فيتطلّب وجود الموظفين داخل المستشفى، على كل موظف سجّل اسمه ضمن الخطة بالقدوم فورًا إلى حرم المستشفى في غضون ساعة كحد أقصى.
لكن النقيب هارون نفى أي علم له بخطة طوارئ، وأكد “أنّه قرأ الخبر في المواقع الإلكترونية ولا علم لي بأي خطة طوارئ. ولم يتلقَ أي تعليمات من أي جهة”.
وفي ظل واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم وبعد أكثر من عام على الفراغ السياسي، تفكك نظام الرعاية الصحية في لبنان بشكل سريع بسبب شح الوقود والأدوية. وفي هذا السياق، تتحمل فرق منظمة أطباء بلا حدود عواقب انهيار النظام الصحي بشكل مباشر وتشعر بقلق بالغ إزاء استمرارية تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية في البلاد.
ويقول رئيس بعثة أطباء بلا حدود في لبنان، جواو مارتينز، “المستشفيات بدأت بالفعل تقنين خدماتها وإعطاء الأولوية للمرضى. ولأن المستشفيات ليس لديها كهرباء وإمدادات مناسبة وموظفين، يمكن أن يموت الناس الآن لأسباب يمكن تجنبها وعلاجها بسهولة”.
وأمس، ناشد المدير العام لمستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة، الدولة والمعنيين لإنقاذ المستشفى، بعد انقطاع شبكتي الهاتف الثابت والانترنت عن هذا الصرح الطبي.
وينذرُ انقطاع الاتصالات بعواقب وخيمة، على القطاعات الاقتصادية والإنتاجية في البلاد وفي طليعتها القطاع الصحي والاستشفائي، الذي بات يحتضر بوتيرة متسارعة، بعد مرور ثلاث سنوات على الأزمة المالية في البلاد، دون إيجاد أيّة مخارج انقاذية إلى الآن.
