تفلّت أمني اقتصادي اجتماعي وبيئي بطرابلس


/رأي نوال عبد الفتاح حبشي/


أينَ المحافظ؟

في الأمس القريب، دُهشنا بخبر سرقة محتويات مدرسة النجاح الوطنية(شبابيك،أبواب، قرميد…) في منطقة الرفاعية بطرابلس وهي ملك خاص مصنفة آثار، وقبل يومين سرقة قطع حديدية من السكة الحديد في منطقة الميناء، ذات تاريخ تراثي عريق وقيمة أثرية، للقيمة الفنيّة التي صُنعت بها آنذاك في عهد العثمانيين وما زالت صامدة برصانة وزنها وصدأ معدنها بفعل مرور الزمن عليها، أمّا قبل أشهر فقد سُرق سور الكورنيش البحري برمته وهو من معدن الستليس ستيل الجديد بعد مشروع إعادة تأهيل الكورنيش من قبل الأمم المتحدة. والبلديات منحلة والشرطة مغيبة، والأمن متفلت والمحافظ لعله لا يدري!

على صعيد مافيات المولدات الكهربائية فهي على أتم الصداقة والألفة والمحبة مع المحافظ وبرعايته تتم تسعيرة الأمبير الواحد ٣٥دولار شهريًا، ضمن مناطق طرابلس والميناء وأقل بيت أو محل يلزمه ٣ أمبير ليستطيع الإنارة فقط دون تبريد أو تكييف أو أية أدوات كهربائية أخرى.
بينما في منطقة الكورة ومناطق أخرى مجاورة كل أصحاب المولدات ملتزمين بتركيب عداد للمشترك ومحاسبته في نهاية كل شهر على قدر استهلاكه للكيلو وات وفقًا للتسعيرة الرسمية من وزارة الطاقة. والذي يُفكر بذكاء ويريد التدبير والتوفير ويقرر تركيب طاقة شمسية فسعر اللوح الواحد في منشأه ٢٥ دولار يصل إلى الأراضي اللبنانية ب٢٥٠دولار وأضعف الإيمان يلزم ستة ألواح للبيت الصغير، ودون حسيب ولا رقيب للغلاء الباهظ في التسعيرة وكلفة التركيب والتمديد.

الشوارع العامة
أمام السراي، المركز الحكومي الأكبر في طرابلس والذي مهمته فرض الأمن والأمان والنظام والاستقرار، فوضى وتسيب في حركة السير، وقوف عربات بائعي الخضر عشوائياً عند المفارق، عدا عن مدخل السراي الذي يتمتع بمواصفات من النظافة والترتيب والتأهيل التي لا يُعلى عليها، أما عن فرق المتسولين فحدث ولا حرج، على امتداد الاتوستراد كل مترين إلى ثلاثة أمتار شحاد، يلزمك بتخفيف سيرك كي لا تؤذيهم.

أما عن الكارثة الاجتماعية والتسيب والفوضى، عند النزول إلى طريق الميناء من ساحة النور عند مقهى الربيع، موقف عدد من سيارات الأجرة التي تقف كما يريد صاحبها بالعرض بالطول على المفرق بنص الشارع، كما يحلو له فالقوي بقوته والبلد فالت…
وأمن ما في!
وانضباط ما في!
وشرطي سير ينظم حركة السيارات ما في!

والبلد ماشي، والشغل ماشي، وفوضى ما في!
وأمن ما في!
ومحافظ في! وبامكانه أن يرى بأمّ عينه كل هذه المخالفات من نافذة مكتبه إن قصد ولكنه لا يحرك ساكن. عندما يحل المحافظ مكان البلدية يصبح هو كل شيء، المحافظ غير المحبوب، ليس من عبث.

فكما تكونوا يولى عليكم، نحنا هيك بدنا، الكيديات السياسية بتتحكم فينا وبتوعظ لأزلاملها لاختلاق الفوضى واستقالات البلديات وانحلال الوظائف وكله مقصود ومتعمد لتبقى طرابلس رمز الفوضى والعشوائية.

One comment

اترك ردإلغاء الرد