رحيل عملاق كبير …

رحيل الكبار موجعٌ، ومهما بالغنا في الكلام، تبقى البلاغة صغيرة جداً أمام بلاغة الموت، لا عودة ثانية إلى الحياة فقط شريط من الذكرى وقراءة ما تخلفنا عن قراءته لراجح خوري، سواء في النهار أو الشرق الاوسط، أو حيثما حلت حروفه، ربما حضرت له مشاركته في أكثر من ندوة في بيروت او مؤتمر، راجح خوري اسم كبير بالنسبة إلينا كجيل صحافي مرّ من بيروت.
عرفته في كتاباته المنمقة والجميلة، التي تشبهه إلى حدٍ كبير، ولا يمكن غض الطرفِ عن إجراء مقارنة بينه وبين من اخترعهُ المال وأفهمتنا الشاشات المدفوعة الأجر أنه من كبار المحللين أو كبار الصحافيين، هؤلاء كانوا مجرد مماسح لأرجل الزعيم، وغلمانهِ، ولو كانت معاشاتهم تفوق تصورنا، هؤلاء كانوا المنفضة التي يبصق بها الزعيم، ويتفّ بها ليتخلص من الكوابيس والأحلام الواهمة التي ينقلها أمثال هؤلاء الصبية.
شتان ما بين
جيل الصحافة الحقيقي والجيل المولود من أنابيب القذارة، وغرف المتع الليلية…
رحم الله راجح خوري، بأمثاله تبقى للصحافة اللبنانية الحرية والقيمة، ومن امثالهم ولو باتوا ذكرى نصنع الأمل.

اترك ردإلغاء الرد