جدار 2022…
مهرجان الجداريات العملاقة يعود إلى الرباط
تحتضن العاصمة المغربية الرباط، بين 21 و31 يوليو/تموز الحالي، النسخة السابعة من “جدار- فن الشارع”، المهرجان الذي غيّر شكل العاصمة وحوّلها إلى معرض فني مفتوح للجداريات العملاقة.
وقالت اللجنة المنظمة، في بيان لها، إن الدورة الحالية سوف تعرف مشاركة 12 فناناً من سبعة بلدان عبر العالم، ورسم 9 جداريات بمختلف أنحاء الرباط، وجدارية جماعية، وتنظيم ورشة طباعة على الشاشة، ومعرضاً فنياً.
ويقول المدير المشارك في جمعية البولفار المنظمة لمهرجان جدار هشام داحو: “المهرجان ملتقى للفنانين من مختلف الثقافات والمناطق والقارات. هم هنا من أجل المشاركة بفنهم وليتركوا أثراً للناس ويجعلوا من الرباط عاصمة عالمية لفن الجداريات”.
وألغيت دورة 2020 من المهرجان وتأجل في 2021 إلى سبتمبر/أيلول بدلاً من إبريل/نيسان ومايو/أيار، وأقيم حينها من دون ندوات أو ورشات.
أما هذا العام فيعود المهرجان اليوم الخميس وطيلة عشرة أيام في نسخة كاملة مع الفعاليات الجانبية أثناء رسم الجداريات.
“جدار”… تجمع فني لأسماء عالمية
يَعِد مهرجان “جدار-فن الشارع” جمهوره، هذا العام أيضاً، بالسفر عبر سبعة بلدان من خلال ريشة كل فنان، من المغرب إلى السنيغال، ومن إسبانيا إلى التشيك، مروراً بالبرتغال وكندا واليابان.
ويعرف المهرجان هذه السنة أيضاً مشاركة العديد من الأسماء المتميزة بأعمالها الفنية، وأبرزها إد أونر، ورضى بودينة، وتيما، وبوغراف، ومانولو ميسا، وجوراس دوريس، وبانطونيو، وبراين بيونغ، وتوون
يقول داحو إن من الأسباب الرئيسية للجوء إلى الفنانين العالميين هو أن المغرب كان، ولا يزال، في أولى خطواته في عالم فن الجداريات العملاقة عندما بدأ المهرجان في 2013.
ويوضح أنه “لم يكن هناك فنانون مغاربة قادرون على إنجاز جداريات تغطي مبنىً كاملاً مثلاً، بل كانوا يكتفون بجداريات متوسطة على أقصى تقدير”.
نحو أجيال شابة بمقاييس عالمية
تهتم هذه الدورة بالمواهب الصاعدة الشابة، بحيث سيكون “الجدار المشترك” هذه السنة تحت إشراف الفنان المغربي أيوب عبيد، المشهور بـ”نورمال”.
ومن بين أهداف المهرجان تخريج أجيال جديدة من فناني الجداريات المغاربة بمقاييس عالمية من خلال الاحتكاك والتعلم من الفنانين من أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا وغيرهم.
ويوضح داحو أن “هؤلاء الشباب يلعبون دور المساعدين للفنانين المحترفين العالميين، وهذا بمثابة دورة تدريبية مكثفة تستمر لعشرة أيام”.
ويتابع أن “النتيجة هي تخريج جيل جديد من الشباب يشاركون الآن في فعاليات محلية وعالمية وحصلوا على فرص ورسموا جداريات داخل وخارج المغرب”.
أسماء مغربية مميزة
من بين المغاربة المشاركين إد أونر، أحد الفنانين البارزين والذي بدأ مشواره الفني في عام رسم الجداريات منذ 2011 على الأقل.
وعن مشاركته في “جدار”، يقول لـ”العربي الجديد”: “كل من يمارس فن الشارع سيتمنى أن يكون من ضمن المشاركين في هذا المهرجان. كنت أنتظر الفرصة لأكون ضمن لائحة المشاركين”.
ويضيف: “كل دورة هي نسخة متميزة بطريقتها، كل نسخة فيها نجوم مختارون بعناية يعطون طابعاً خاصاً لكل دورة. لا تختار اللجنة موضوعاً معيناً لكن كل دورة لها شكل خاص يُرى مع بداية المهرجان ويشكل هويتها الفنانون المشاركون”.
وعن دوره، يشرح “سوف أشارك بسلسلة من الطوابع البريدية المرسومة بطريقتي على الجدران. الطابع البريدي سيتضمن شكل الطوابع ورسمات للمعالم التاريخية للعاصمة وفيه لمسة من العراقة والنوستالجيا. يعجبني الجانب القديم من الفن والعمل بالأدوات البسيطة”.
“في هذا العام تشارك عدة أسماء مغربية تعجبني”، يقول إد أونر، “ويسرني أن نشارك في المهرجان نفسه هذا العام ونتقاسم أياماً من الفن والعمل، ثم سوف نتعرف إلى فنانين جدد عالميين، وهي فرصة للتعلم والتبادل واكتساب أشياء تفيدني في عملي”.
هل تغيرت نظرة المغاربة؟
يقول إد أونر إن “مشاركتي ستكون على جدار في حي شعبي في العاصمة الرباط، وأتمنى أن تصل فكرتها إلى الناس ويفهموها وتعجبهم”.
ويشير داحو إلى أن نظرة المغاربة تجاه فن رسم الجداريات قد تغيرت مع السنوات.
ويشرح أن “العديد من الفنانين من مختلف المدن المغربية أخبرونا بأنه، بفضل المهرجان، تغيرت نظرة المغاربة إلى هذا الفن، سواء المواطن العادي أو السلطات”.
ويوضح أن فن الرسم على الجدران بات فناً مقبولاً يُنظر إليه بإيجابية بدلاً من أن يأتي أحد من السلطات لتوقيفه أو أن يعتبره المواطنون أوساخاً على الجدران.
واليوم في المغرب، تغطي جداريات عملاقة أكثر من مدينة، من الرباط إلى الدار البيضاء مروراً بمراكش ومدن أخرى. ويقول داحو إن الناس اليوم باتوا هم الذين يطلبون من الفنان المجيء إلى أحيائهم وجدرانهم ليرسم عليها.
وعن مشاعره في اليوم الأول من المهرجان الذي انطلق اليوم، يقول إد أونر لـ”العربي الجديد”: “أنا متحمس لأبدأ اليوم الخميس وأنال نصيبي من بعض الشمس في العاصمة الرباط وأسمع رأي الناس”.

/العربي /