نسبة النجاح باهرة وتخطت ال 85 للشهادة المتوسطة

في انتظار صدور نتيجة امتحانات الشهادة الرسمية لمرحلة المتوسط فجر الجمعة أو في ساعات الصباح الأولى، حسب تقدم أعمال إدخال الرقم الحقيقي للطلاب مكان الرقم الوهمي، لم يحسم وزير التربية القرار بشأن العلامة المدرسية. فهذه العلامة تشكل علامات استلحاق للطلاب تضاف إلى التسهيلات التي جرت على طرح المسابقات وباريم التصحيح. 

رغم الإضراب
أنجزت دائرة الامتحانات هذا الاستحقاق رغم ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، وتمنّع الأساتذة عن المشاركة في أعمال التصحيح. وكانت الأخيرة بمثابة تضحية من المصححين الذين حضروا إلى مراكزهم للعمل رغم إضراب موظفي القطاع العام، ورغم أن البدلات المالية المتأتية منها أقل من ثمن المواصلات الذي يتكبدونه. وقد واظبوا على العمل يوم أمس الأربعاء حتى الساعة الثانية فجراً في المركز الرئيسي في بئر، بسبب تأخر وصول ملفات من بعض المراكز مثل منطقة بعلبك وغيرها. وسينتهي العمل من إدخال الرقم الحقيقي للطلاب مكان الرقم الوهمي على المسابقات مساء اليوم، لتصبح النتيجة جاهزة بعد منتصف الليل أو في ساعات الصباح الأولى، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”. 

التاريخ في الصدارة
وفيما تشير التقديرات إلى أن نسبة النجاح تصل إلى نحو 85 بالمئة، أكدت مصادر “المدن” أن نتائج القطاع الخاص أفضل بكثير من القطاع الرسمي. ففي مادة الرياضيات تصل نسبة النجاح في الخاص إلى أكثر من ثمانين بالمئة، بينما تتراجع النسبة في الرسمي إلى أقل من ستين بالمئة. 

وأضافت المصادر أن مسابقة الرياضيات كانت تنال النسبة الأعلى في العلامات بين كل المواد، بينما احتلت مادة التاريخ النسبة الأعلى هذا العام. إذ فاقت نسبة النجاح فيها 95 بالمئة، ولم يسقط فيها إلا بعض الطلاب. ويليها مادة الفيزياء ثاني أعلى مادة بنسبة النجاح. وفيما تتراجع نسب النجاح في المواد الإلزامية (اللغات) تعتبر نسب النجاح في المواد الاختيارية مثل الجغرافيا والتربية وسطية (ملاحظة: قد تصدر الوزارة نسب العلامات لكل مادة وتبيحها للعموم).

انخفاض المستوى التربوي
وتعتبر مصادر تربوية أن تجربة المواد الاختيارية، التي انعكست في نسبة النجاح المرتفعة جداً بمادة التاريخ، انتكاسة تربوية في حال تقرر العمل بها العام المقبل. فهذه الطريقة في امتحان الطلاب بمثابة علامات استلحاق تضاف إلى استلحاق من نوع آخر جرى في طريقة طرح الأسئلة في كل المواد، لمراعاة عدم تعلم الطلاب بالقطاع الرسمي. وأتى قرار اعتماد نسبة عشرة بالمئة من العلامة المدرسية ليخفض من مستوى الامتحان الرسمي أكثر وأكثر. 

كارثة العلامة المدرسية
وأضافت المصادر إنه إلى حد الساعة لم يحسم وزير التربية مسألة اعتماد العلامة المدرسية من عدمها، رغم الكوارث التي أقدمت عليها العديد من المدارس الخاصة والرسمية أيضاً. فقد تبين من مراجعة معدلات الفصل الأول للطلاب والفصل الثاني فوارق كبيرة في كيفية إعداد علامات الطلاب. ففي بعض المدارس كان معدل علامات الطلاب أقل من ستة على عشرين بينما في الفصل الثاني ارتفع المعدل إلى عشرين على عشرين، كي يصبح المعدل العام للطالب نحو 12 على عشرين. وإذا كان رفع بعض المدارس الخاصة لمستوى تقييم طلابها للحصول على معدلات نجاح كبيرة في الامتحانات الرسمية “طبيعياً” في لبنان، خصوصاً في ظل انتشار المدارس “التجارية”، فإن رفع المدارس الرسمية المعدلات بهذه الطريقة العشوائية تشي بوجود ضغوط محلية أو سياسية على المدراء لإنجاح طلاب محظيين. وهذا يلغي عملياً المفاعيل التقييمية للطلاب في الامتحان الرسمي بكثرة علامات الاستلحاق التي يحصلون عليها.

وكذلك أظهرت معدلات بعض المدارس الرسمية المنخفضة جداً عدم جدوى فتحها من الأساس. ففي بعض المدارس وصلت معدلات الطلاب إلى أقل من ثلاثة على عشرين، بما يشي أن الطلاب لم يدخلوا الصفوف طوال العام.  

تجربة اعتماد العلامة المدرسية تفتح الباب على أهمية إبقاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة كمرحلة تقييمية، للحد من تلاعب العديد من المدارس التجارية بمعدلات النجاح فيها. فإلغاء الشهادة يجب أن يترافق مع تشديد الرقابة على المدارس والمستوى التربوي فيها. غير ذلك تبقى هذه الشهادة الرسمية وسيلة رسمية للحفاظ على جودة التعليم، باعتماد امتحانات غير شكلية كما حصل في السنتين المنصرمتين.   

/ المدن /

اترك ردإلغاء الرد