بيانٌ “للأزهر” يُثيرُ جدلًا

تصدَّر وسم “يسقط حكم الأزهر” مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد أن نشر الأزهر بيانًا أثار جدلًا كبيرًا عبر حسابه الرسمي على فيسبوك يتحدَّثُ عن “محظورات العيد”.

وتدفقت تغريدات غاضبة عبر منصة “تويتر” تنتقد الأزهر وتطالب بتعديلات في منهجه وفتاويه، فيما ساند مغردون ونشطاء علماء الأزهر مؤكدين أنهم “يحكمون بأصول الشريعة الإسلامية”. فما القصة؟

ما محتوى فتوى الأزهر؟

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية فتوى قبل عيد الأضحى جاءت كالتالي: “محظورات العيد: تناول المحرمات ليلة العيد، خروج الشباب والفتيات إلى المتنزهات غير ملتزمين ضوابط وأوامر الإسلام، خروج المرأة إلى صلاة العيد متزينة غير ملتزمة بالحجاب، مواصلة قطيعة أحد الأقارب أو الأصدقاء، لا تجوز صلاة النساء إلى جوار الرجال في صلاة العيد، وتُكرَه زيارة القبور في يوم العيد؛ لأنه يوم بهجة وسرور”.

وكان المنشور يضع “خروج المرأة متزينة غير ملتزمة بالحجاب” ضمن المحظورات في العيد قبل أن يعدل إلى “خروج المرأة إلى صلاة العيد متزينة غير ملتزمة بالحجاب”.

انتقادات للأزهر

انتقد فريق من المغردين والمدونين بيان الأزهر انتقادًا لاذعًا، لكن نطاق الانتقاد اتسع ليشمل جدلًا أوسع حول المؤسسة الدينية.

فقالت الكاتبة المصرية سحر جعارة عبر حسابها على تويتر إن “شيخ الأزهر ليس وصيًّا على المجتمع والحجاب ليس فرضًا .. هذا تغول على سلطات الدولة”.

دفاع عن الأزهر

من جهة أخرى، دافع فريق آخر عن الأزهر مؤكدين أنه “منارة السلام التي تحث على اتباع العقائد الصحيحة”.

إذ رأى حساب يحمل اسم “تركي” أن ما يحدث “حرب ممنهجة ضد الدين الإسلامي”.

كيف رد الأزهر؟

ولمعرفة رد الأزهر على هذه الانتقادات تواصلت مدونة بي بي سي ترند مع رئيس لجنة الفتوى بالأزهر د. عبد الهادي زارع.

وأكد زارع أن “رأي الأزهر هو رأي من القرآن والسنة وهو غير ملزم لأي شخص، فهو رأي مبلغ عن الرسول محمد الدي نزل عليه الوحي في هذا الشأن بالذات وهو تكريم للمرأة في صيانة عفتها وستر بدنها وعدم إبداء الزينة للأجانب – بحسب قوله – حتى لا تتعرض للأذى من ذوي النفوس الضعيفة”.

كما أكد أنه مثبت في الآيات القرآنية “وليضربن بخمورهن على جيوبهن” مؤكداً أن الأمر لا يتضمن الوجه والكفين مضيفاً أنه جاء في موضع آخر في القرآن “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ). مشيراً إلى أن النص يشمل جميع النساء.

وأضاف زارع في تصريحاته لبي بي سي: “عندما يقول الأزهر الرأي الشرعي، سواء كان في العيد أو غيره، هو يبلغ فقط استنادا إلى قاعدة شرعية وهو البيان وقت الحاجة إليها، على أساس قوله تعالى: (ما على الرسول إلا البلاغ) وهو غير ملزم لأي سيدة، فهو فقط يقول رأيه وينصح. ولم يحدث أن أكره الأزهر أي امرأة أو جماعة على الالتزام بالحكم الشرعي”.

الصلاة المختلطة

وعن صلاة السيدات إلى جانب الرجال، والتي حدثت في عدة أماكن هذا العام وأشارت إليها الفتوى التي أثارت جدلا، قال زارع لبي بي سي: “إن هذه الصور المختلطة بين السيدات والرجال في الصلاة مشهد غير كريم بالنسبة للمرأة، لأن الاختلاط والزحام قد يخدش حياء المرأة ويضيق عليها ويجعلها دائما في مقام الدفاع عن حيائها وعفتها”.

ولفت زارع إلى أن “هذه المشاهد قد تسبب عبئاً على المرأة غير آنها مخالفة للنصوص القرآنية فمع الاختلاط سيصبح غض البصر صعبا وهذا ما لا يرضاه الإسلام للنساء. فإذا تقدمت السيدات في الصلاة ومن خلفها الرجال فقد يكون غير سوي النفس فهذه أمور تفسد الخشوع والتركيز في الصلاة. لذا التزام السيدات بالصف الأخير ليس تحقيرا لهن أو تقليلا من شأنهن، ولكنه حفظ لهن”.

وعن الانتقادات التي توجه للأزهر بأنه لا يقدم قراءة في المنهج الإسلامي تتماشى مع العصر الحالي قال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر: “إن عقيدة الٌإسلام من الثوابت القطعية بما جاء في الكتاب والسنة وأعظمها التوحيد الخالص لله والتي بموجبها أعلن الله اختياره للإسلام ديناً وعقيدة التوحيد الخالصة لله مستشهدا بسورة العمران” إن الدين عند الله الٌسلام” وهذه شهادة من الله، ولذا اختار الإسلام دينا. وبالتالي من يريد الالتزام بكلام الله فليلتزم ومن لا يريد فهو حر. ولكن الأصل في الإسلام هو الالتزام بالتوحيد والتكاليف الشرعية. ولا يمكن مجاملة أحد في تلك العقيدة، لأنها قائمة على كلام الله”.

وختم زارع حديثه قائلاً إنه “على الرغم من التكليفات الإلهية فقد قال الله إنه (لا أكراه في الدين) وهو الأصل الحاكم في العقائد كلها”.

/BBC Arabic/

اترك ردإلغاء الرد