صدام نووي بين ترامب وغابارد: مديرة الاستخبارات تُحذّر وترامب يشكّك!

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، بالخطأ في تقييم التهديد الإيراني، بعدما قالت إن طهران لا تطوّر سلاحاً نووياً. وصرّح من مطار موريستاون في نيوجيرسي: “هي مخطئة”، رافضاً ما نُقل عن غابارد خلال شهادتها أمام الكونغرس في مارس الماضي.

وبعد هذه التصريحات، سارعت غابارد لنشر توضيح على منصة “إكس”، مؤكدة اتفاقها مع الرئيس في أن إيران تقترب من تطوير سلاح نووي. كما اتهمت وسائل إعلام بتحريف أقوالها وسياق شهادتها، وأعادت نشر مقطع كامل من الجلسة.

لكن الخلاف بين الطرفين اتخذ بعداً أعمق، لا سيما بعدما نشرت غابارد، في وقت مبكر من صباح 10 حزيران/يونيو، فيديو غامضاً حذّرت فيه من أن “النخب السياسية ودعاة الحروب يعبثون بأمن العالم”، مشيرة إلى أن البشرية “تقترب من شفير الإبادة النووية”.

بحسب ما نقلته صحيفة بوليتيكو، أثار الفيديو غضب ترامب الذي اعتبر أنه رسالة موجهة له شخصياً للتحذير من دعم حملة إسرائيل ضد إيران. وتحدثت مصادر مطلعة على أن ترامب عبّر عن استيائه من غابارد أمام مقرّبين منه، بل ناقش إمكانية إلغاء منصبها أو دمج مهامه ضمن وكالة استخبارات أخرى.

يُذكر أن غابارد، النائبة الديمقراطية السابقة التي تحوّلت إلى داعمة بارزة لترامب، كانت قد انضمت إلى فريقه الانتخابي بهدف إظهار تنوّع في التوجّهات، لكنها أصبحت موضع جدل داخل البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة.

وفي وقت سابق، وخلال رحلة على متن “إير فورس وان”، قلّل ترامب من شأن تقييم غابارد قائلاً: “لا يهمني ما قالته… أعتقد أنهم كانوا قريبين جداً من امتلاك سلاح نووي”.

التوتر الذي طفا على السطح مؤخراً يعكس الفجوة العميقة بين نهجين داخل الإدارة: ترامب الذي ينظر بجدية إلى إمكانية دعم تحرك عسكري ضد إيران، وغابارد التي تحذّر بشدة من مغبة خوض حروب لا يمكن كسبها.

مع ذلك، لا تزال غابارد تشارك في اجتماعات مغلقة مع الرئيس ونائبه، وأكدت مؤخراً للصحافيين أن العلاقة مع ترامب لا تزال جيدة، مشددة على أن موقفها “يهدف إلى منع الانزلاق نحو صراع مدمر”.

لكنّ الجدل حول دورها ومواقفها، إضافة إلى تحركاتها داخل الإدارة، دفع البعض إلى التكهن بشأن مستقبلها السياسي، لا سيما بعد أن لمّحت في مقابلة مع ميغن كيلي إلى أنها لا تستبعد الترشح للرئاسة في 2028.

خلاصة المشهد:

في إدارة لا تعرف الخطوط الحمراء، باتت تولسي غابارد لاعباً محورياً بقدر ما هي مصدر توتّر. وبين دعمها للسلام وتحذيراتها من الحرب، تقف على مفترق طرق: بين البيت الأبيض… والبيت الكبير في 2028

اترك ردإلغاء الرد