كيف نفّذت إسرائيل هجومها المفاجئ على إيران؟

ترجمة زائدة الدندشي- عن صحيفة The Atlantic
تقنيات تجسّس متقدمة استغلّت نقاط ضعف إيران، لكن الأهداف النهائية لإسرائيل قد تبقى بعيدة المنال.
لإنجاز أكثر الهجمات طموحاً وتعقيداً في التاريخ الطويل من العداء بين أبرز قوتين في الشرق الأوسط، أقام عملاء إسرائيليون سريون قاعدة للطائرات المسيّرة في عمق الأراضي الإيرانية. جنّدوا إيرانيين ساخطين لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم. هرّبوا أنظمة أسلحة عبر خطوط العدو.
هذه من بين أساليب التجسّس التي مكّنت إسرائيل من تنفيذ هجومها المفاجئ على إيران الليلة الماضية، إذ نجحت في تقويض دفاعات طهران والحدّ من قدرتها على الرد، بينما استهدفت القوات الإسرائيلية كبار القادة وضربت مواقع نووية حسّاسة.
وقد سمحت هذه العملية لإسرائيل بأن توجّه ضربات موجعة للقيادة الإيرانية ومواقعها الحيوية خلال ساعات، مستفيدة من ثغرات أمنية ونقاط ضعف داخلية لم تستطع السلطات الإيرانية معالجتها رغم التحذيرات السابقة.
يُعتبر هذا الهجوم ذروة لحملة طويلة من الاختراقات الاستخباراتية الإسرائيلية داخل إيران، والتي شملت سرقة أرشيفات نووية واغتيال علماء ومسؤولين كبار في برامج التسلّح. لكن الضربة الأخيرة فاقت التوقّعات من حيث الحجم والتنسيق والقدرة على العمل في عمق الأراضي الإيرانية دون اكتشاف مسبق.
ورغم ما حققته إسرائيل من نجاح تكتيكي كبير، يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت قد اقتربت من تحقيق أهدافها الاستراتيجية الأبعد، مثل كبح البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم أو إضعاف شبكة الميليشيات التي تدعمها طهران في المنطقة والمعروفة باسم «
“محور المقاومة”.
يقول محللون إن الرد الإيراني، رغم محدودية الخيارات المتاحة له، قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق إذا لجأت طهران إلى ضرب أهداف إسرائيلية أو أميركية أو حتى استهداف منشآت حيوية في دول الخليج. ومع ذلك، يُجمع مراقبون على أن تل أبيب نجحت حتى الآن في توجيه ضربة قاسية للنظام الإيراني وأظهرت عجزه عن حماية نفسه من عمليات نوعية داخل عمقه الاستراتيجي.