وثق 53 ألف صورة لتعذيب المعتقلين وجثثهم
“قيصر” يكشف اللثام عن وجهه ليتحدث عن رحلته




/زائدة الكنج الدندشي- نداء الوطن/

سُمّي بقانون حماية المدنيين، أو قانون قيصر والذي فرض عقوبات على رؤوس النظام السابق. تلك العقوبات أنهكته وأنهكت مع الشعب الثائر الذي خرج يطالب بتغييره.

ومنذ ثلاثة أيام عرضت شبكة الجزيرة مقابلة حصرية للكشف عن شخصية  “قيصر” والذي عن طريقه تم فرض القانون الأميركي “عقوبات قيصر”  الشخصية المجهولة سابقًا والتي سربت عشرات آلاف الصور للمعتقلين السوريين القتلى في أقبية نظام الأسد إلى الخارج وبالتعاون مع عدة جهات تم ايصال هذه الصور الموثقة للإدارة الأميركية والمنظمات الحقوقية العالمية.

” كانت له جملة ملفتة في المقابلة وهي “أنا أخاف من الكاميرا..” ربما لكثرة ما شاهد وصور ووثق، لكنه نجح“.


قانون قيصر استغرق إنجازه ست سنوات ليتم تفعيله بعد أن وقع عليه الرئيس الأميركي ترامب في 2019 بعقوبات على 39 شخصية من النظام السوري السابق بما فيهم الرئيس المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس وكل من يتعاون معهم والحجز على ممتلكاتهم داخل الاراضي الأميركية إن وجدت.


عندما ظهرت اللقطة الأولى لوجه قيصر الذي كان ينتظره آلاف السوريين، شاهدنا ابن درعا مهد الثورة السورية المساعد أول ورئيس قسم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق الشخص الذي وثق آلاف الصور المعذبة، والمشوّهة التي قضت تحت التعذيب من رجال ونساء وأطفال والتي كانت سببًا بتسمية القانون باسمه.


يقول الصحافي والناشط الاجتماعي مصطفى الأبو حسنة: “عقوبات قصير حاصرت النظام السوري اقتصاديًا ومنعت الكثير من الدول، المنظمات والمؤسسات من العمل معه وساهمت في انهياره حيث اضطر في النهاية أن يتحول إلى تجارة الكبتاغون في الاستيراد والتصدير والخطف ليستطيع تأمين ميزانية الدولة”.


يضيف الصحافي السوري قتيبة ياسين أنه: “كانت العقوبات حلاً كالكيّ بالنار، كالمريض الميؤوس منه يكويه الطبيب بالحرارة وللأسف هذا الكي كان له تأثير سلبي ولكنه كان شرًا لابد منه”.


تلك الشخصية التي ستذكرها الأجيال السورية، نالها كغيرها من السوريين تهجير ولجوء وخوف، لكنه امتلك الشجاعة ليقوم بعمله البطولي والذي سماه “رحلة الموت” فمن يعرف النظام السوري المجرم يدرك أنه إن تم الإمساك به فمصيره الموت بعد عذاب أليم، فما كان منه إلا أن يخفي “الفلاش ميموري” في جواربه وبين أرغفة الخبز كما روى وتلك الرحلة من تسريب للصور قام بها المذهان على مدى ثلاث سنوات كان يستشعر فيها الخوف بكل لحظة من خطأ يرتكبه يكون نهاية له ولجهده المبذول.


يشير قتيبة ياسين أنه “كان يفضل لو أن قيصر بقي مختفيًا حتى لا يتعرض لأي خطر ولو كان بنسبة قليلة وفي النهاية فإن ذلك من حقه إن أراد أن يكشف عن شخصيته الحقيقية كي لا يظل يعيش في الخفاء هو وعائلته، بل أن يعيشوا بأمان”.


عندما ظهر اسم قيصر للمرة الأولى اعتقد كثيرون بأنها شخصية خيالية وغير موجودة ولكن عندما تم الكشف عن شخصيته زاد ذلك من مصداقية الأمر كما يقول الأبو حسنة.


يجمع الصحفيان السوريان على أن الجميع كان في حالة صدمة عندما تم الكشف عن هذه الشخصية والتي كان من المتوقع أن تكون جلودة قاسية لما مرت به أهوال، فكان العكس تمامًا حيث شاهدنا قسمات وجهه تحمل وجدانية وطيبة واتزانًا وغيرة على البلد.


واليوم وبعد سقوط النظام المخلوع، ستكشف الأيام عن شخصيات عملت للبلد بصمت وخفيةٍ أجبرها عليها الجرم والبطش الذي ساد سوريا منذ 54 سنة، فمتى سيتم رفع العقوبات بالكامل عن بلد منهارٍ اقتصاديًا لتدبّ الروح فيه من جديد؟.

اترك ردإلغاء الرد