ليلة سوريا الأولى من دون بشار الأسد: هدوء تام

احتفل آلاف السوريين، داخل البلاد وخارجها، يوم أمس (الأحد)، بسقوط الرئيس بشار الأسد، إثر هجوم سريع نفذته فصائل المعارضة المسلحة انتهى بسيطرتها على دمشق، لتنتهي بذلك حقبة دامت نصف قرن من حكم عائلة الأسد، ويدخل البلد مرحلة جديدة من الغموض وعدم اليقين.
وفي العاصمة دمشق، التي أعلنتها المعارضة “مدينة حرة”، تجمع العشرات لإسقاط تمثال حافظ الأسد، الرئيس الأسبق الذي حكم سوريا بقبضة من حديد منذ عام 1971 حتى وفاته في عام 2000.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، غادر بشار الأسد سوريا ليل السبت على متن طائرة، في حين نقلت وكالات روسية أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو.
في تلك الأثناء، اندلعت حرائق في مقرات أمنية بدمشق نتيجة قصف إسرائيلي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية والمرصد السوري. وأعلنت إسرائيل فرض حظر تجول في خمس بلدات داخل المنطقة العازلة بجنوب سوريا المحاذية للجولان المحتل. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 بعد سقوط الأسد، مشيراً إلى أوامر للجيش بالسيطرة على المنطقة.
شهدت دمشق ومدن أخرى مثل حماة وحلب ودرعا سقوط تماثيل لبشار الأسد ووالده حافظ، إضافة إلى إحراق صورهما. واقتحم مواطنون القصر الجمهوري بدمشق، حيث بدت قاعات الاستقبال خالية أو محروقة.
وفي ساحة الأمويين بدمشق، عمّت الاحتفالات التي جمعت بين إطلاق النار والزغاريد، بينما أظهر فيديو عناصر المعارضة يرفعون شارات النصر بجوار دبابة وسط الساحة.
وعبر التلفزيون الرسمي، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة “تحرير دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد”، مع تعهد بإطلاق سراح جميع المعتقلين. وظهر قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، في الجامع الأموي يلقي كلمة ويشيد بـ”النصر التاريخي”، كما ظهر في فيديو آخر يسجد لله شاكراً فور وصوله دمشق.
وفتح الانهيار السريع للنظام الباب أمام مرحلة غير واضحة في سوريا، التي مزقتها حرب أهلية أودت بحياة نحو نصف مليون شخص منذ عام 2011. ورغم ترحيب أممي وإسرائيلي بسقوط الأسد، فإن الغموض يكتنف مستقبل البلاد في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري.