فخ “البيجر” يسقط 12 قتيلاً (حتى الآن) وأكثر من 4.000 جريح… دون إطلاق رصاصة واحدة!
/سمير سكاف – الرائد نيوز/

هل يشبه 18 أيلول 8 أكتوبر؟ وهل 17 أيلول أقرب الى 4 آب منه الى 7 أكتوبر؟! وهل فرصة رد حزب الله “جدّية” أم فرصة ضائعة إضافية؟
ماذا بعد 17 أيلول؟ وهل يحمل 18 أيلول فتح جبهة الشمال من جانب اسرائيل (أي جنوب لبنان) مع حزب الله؟ أي أن تستغل اسرائيل “اللكمة” الموجعة التي وجهتها للحزب و”ضعضعة” الحزب اللاحقة لهذه اللكمة! أم تكتفي بالضربة الموجعة جداً، التي توقعتها في مقال لي منذ أسبوع!
خاصة وأن هذه الضربات قضت على إمكانية التواصل الفعّال بين قيادة الحزب وبين عناصره، أو حتى على مستوى التواصل الفردي العسكري، بعد وقف التواصل الخليوي، نتيجة الاستهداف بالاغتيالات!
أم يكون 18 أيلول مثل 8 أكتوبر، أي من دون فتح عمليات حرب أو مواجهة جدّية من جانب اسرائيل؟ تماماً كما فعل الفريق “الممانع”، الذي اكتفى يومها بالإسناد!
وما شهده لبنان، هو أن 17 أيلول يقترب بعدد الاصابات وخاصة بعدد الجرحى من أرقام تفجير بيروت في 4 آب مع 4.000 جريح، 400 منهم في حالة حرجة، ومع 12 شهيداً. كما يقترب منه في أن طريقة القتل ليست عادية! وكذلك في تأثير الصدمة على الرأي العام اللبناني، وفي شلال الجرحى في المستشفيات…
والسؤال هو، هل كان فخ “البيجر” في عملية الشراء، أو في مرحلة لاحقة أو هو سيبيراني؟! باب التكهنات، والتحقيقات، سيبقى بالتأكيد مفتوحاً لوقت طويل!
على أي حال، يقترب 17 أيلول من 7 أكتوبر بكونه عملية “عسكرية” تسببت بمقتل وجرح عسكريين من حزب الله، ولكن أيضاً بمقتل طفلة واحدة على الأقل، والعدد مرجح أن يزداد!
ومع فجر 18 أيلول انتقلت “الكرة” الى ملعب حزب الله! فهل يحوّل حزب الله 18 أيلول الى فرصة جدّية للرد، كما يتمناها “الممانعون”، أم يحوّله الى فرصة ضائعة مشابهة ل 8 أكتوبر؟!
هل ستحين لحزب الله فرص كثيرة أخرى للرد كما يؤمن به “الممانعون”؟ أم أن الحزب سيلتزم بقواعد الاشتباك من طرف واحد، بالرد المشابه لردوده السابقة، كما بعد اغتيال قائده فؤاد شكر، أو مشابهة للردود الإيرانية السابقة، كما بعد اغتيال قائدها العسكري قاسم سليماني أو بعد مقتل 16 قيادياً وشخصاً في قصف قنصليتها في دمشق؟ أو بعدم الرد (بعد) على اغتيال قائد حماس اسماعيل هنية… أي بفواتير اسرائيلية من دون أي أذية جدّية، ومع “ورقة نعوة” اسرائيلية… من دون أسماء!
وهل يمكن بالتالي اعتبار 17 أيلول بمثابة “طوفان البايجرز” من دون إنزال عسكري، أو 4 آب من دون نيترات الأمونيوم؟! الحادث جلل، وفاتورة الاعتداء الاسرائيلي على حزب الله ثقيلة جداً!
ويمكن أن تختلف التقنية بين التفجير عن بعد وبين التفجير السيبيراني، مع احتمال جدي لزرع المتفجرة المسبق في الجهاز… ولكن تبقى النتيجة اختراق أمني هائل في بيئة وأمن حزب الله!
17 أيلول هو 7 أكتوبر باتجاه الممانعة بوهجه الهائل، وباستعادة الموساد المتفوق سيبرانياً لشيء من معنوياته. هذا التفوق هو ليس فقط على تكنولوجيا حزب الله وإيران، بل على معظم الاجهزة الأمنية في العالم!
لم تطلق اسرائيل في عملية 17 أيلول رصاصة واحدة! ولكنها قد تكون أطلقت شرارة حرب مدمرة… منتظرة منذ فترة طويلة!