1.000 سيناريو مشابه للبركسات في رفح!


/سمير سكاف – الرائد نيوز/

لا يهم “الضمير” الاسرائيلي ارتكاب 1.000 مجزرة مماثلة لمجزرة البركسات في رفح وفي مختلف مناطق غزة. ولكن حساباته الميدانية هي التي تؤخره في ارتكابها وسط تردد أميركي وشلل الاتحاد الأوروبي وعجز عربي.

وحدها محكمة العدل الدولية “فشت خلق” الرأي العام الدولي بانتظار قرارات أوروبية ودولية “فردية” واضحة ستتحول الى كرة ثلج للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

في الحسابات العسكرية، “تأخر” الجيش الاسرائيلي في اقتحام رفح. وأسباب تردده في الحسم تعود لسببين أساسيين يصعب عليه إيجاد حلول لهما. وهما ما يزالان على حالهما منذ بدء حصار المدينة.

الأول، هو العدد المتبقي من الأسرى الاسرائيليين الأحياء لدى حماس والمقدر بحوالى 95 أسيراً. والتي تدرك الحكومة الاسرائيلية (كما أكرر دائماً) أن اقتحام رفح يعني اتخاذها القرار بالتخلي عنهم، وبالتالي فعلياً “بإعدامهم”! وهو أمر سيؤدي الى تصعيد غاضب كبير ضدها في الشارع من أهالي الأسرى.

الثاني، هو فاتورة هائلة جداً من شهداء فلسطينيين من أهالي وأطفال رفح سيصعب على ما تبقى من ضمير الرأي العام الدولي تحملها. وهذا السبب هو الذي تعتمد عليه السياسة الأميركية للجم اقتحام رفح… حتى الآن. خاصة لما له من تأثيرات سلبية على الحملة الرئاسية  للرئيس الأميركي “المرشح” جو بايدن.

وقد تكون المفارقة أن الجيش الاسرائيلي غير متردد في دفع فاتورة كبيرة للقتلى من عديده في المعركة. وقد اقترب هذا العدد “الرسمي” من حوالى 700 قتيل عسكري.

الاتحاد الأوروبي من جهته طور مواقفه في الحرب على غزة، على الأقل لجهة اعتباره أن قرارات المحكمة الدولية، التي تدين اسرائيل وحماس معاً ملزمة كما صرح الألمان والفرنسيون!

وإن كان الكثيرون من مؤيدي القضية الفلسطينية يعتبرون أن قرار محكمة العدل الدولية يساوي بين الضحية والجلاد! ولكن أهميته هو أنه ولمرة نادرة يحمل إدانة واضحة لاسرائيل ولقيادتها!

وفي الوقت نفسه، يصارع الاتحاد الأوروبي لحجز مقعد له في حلول “اليوم التالي” بعد سلسلة من الفشل الديبلوماسي، إن في إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، بعد تحوله الى طرف فيها بدلاً من أن يكون حكماً فاعلاً لها، وإن في لعب أي دور وساطة لوقف النار في غزة، أو حتى في إنهاء الصراع في السودان.

لكن حل اليوم التالي سيكون “أميركياً” بموافقة ومشاركة اسرائيلية! هذا ما قاله الأميركيون بوضوح في مجلس الأمن وما كرروه في الهيئة العامة للأمم المتحدة! مؤسسات دولية أثبتت محدوديتها وبالتالي فشلها، والحاجة الى تطوير آليات عملها للعب دور فعال في حل الأزمات الدولية في المستقبل!

على جبهة لبنان، عداد القتلى ينذر بالأسوأ وبتصعيد أكبر ضمن قواعد الاشتباك في المساعدة والاسناد. حيث أن فاتورة شهداء حزب الله تقترب من مضاعفة فاتورة حرب تموز 2006، مع فكرة أن الحرب (بمعنى الهجومات) لم تبدأ بعد!

شلال النار والدم ما يزال يهدد رفح! والقرار الاسرائيلي في مأزق بين حتمية الاقتحام وبين حل الاغتيالات الذي، وإن حقق تقدماً كبيراً، كما في اغتيال ياسين ربيع الأخير وآخرين، إلا إنه لا ينهي الحرب! لا بل إن الحرب على غزة، على ما يبدو، ستحتاج الى أشهر إضافية عدة. أما ساعة الصفر في اقتحام رفح فلم تتحدد بعد!

اترك ردإلغاء الرد