سيارات جديدة تنضم إلى نادي الطاقة الشمسية
بدأت المؤسسات الناشئة وشركات صناعة السيارات بالإعتماد على الألواح الشمسية لتوفير الطاقة في سياراتها الكهربائية الجديدة.
فشركة “لايت يير” الناشئة التي أسسها مهندسون هولنديون فازوا بمسابقات عدة تتمحور على الطاقة الشمسية، قامت بتصنيع النموذج الأوّل من المركبة “0” القادر على تخزين طاقة شمسية للسيارة تتيح لها السير أكثر من 70 كيلومتراً يومياً، إذ أن غطاء محركها وسطحها هما بمثابة ألواح شمسية يبلغ حجمها 5 أمتار مربعة.
وحدّدت الشركة سعر السيارة، التي أنتجت منها أقل من ألف نسخة، بـ250 ألف يورو (264 ألف دولار)، معلنة تحضير نسخ مقبولة السعر تعتزم طرحها عامي 2024 و2025 بـ30 ألف يورو (31,7 الف دولار) للواحدة منها.
ويحاول مصنّعو هذا النموذج تطبيق هذه التكنولوجيا على أنواع السيارات كلها، مستفيدين من انخفاض أسعار الألواح الكهروضوئية والبطاريات. إذ يقول أحد مصنّعيها ليكس هوفسولت: “إنّ الوقت يداهمنا وعلينا أن ننتقل إلى الطاقة المتجددة بشكل كامل في أسرع وقت”، مضيفًا: “لا تزال محطات الشحن الكهربائية تشكل عقبة رئيسية، وإن لم نكن بحاجة إليها، فيمكننا تغيير المعايير التي نعتمدها بطريقة أسرع”.
أما الباحث الأميركي غريغوري نيميت، فأشار إلى أن “الألواح الكهروضوئية أصبحت رخيصة لدرجة أنها بدأت تُعتمد حتى في المناطق المشمسة جزئياً فقط”.
ويستهلك هذا النموذج من السيارات طاقة أقل من تلك التي تحتاجها سيارات الدفع الرباعي الكهربائية التي تهيمن على الأسواق نتيجة الهيكل الديناميكي الهوائي الخاص بها والمحركات المُثبتة على عجلاتها، واللذين من شأنهما أن يجعلاها تعتمد على الطاقة الشمسية لمسافة 635 كيلومتراً.
بدوره، لفت المتخصص في مجال الطاقة لدى جامعة ويسكونسن إلى أنه “حتى لو أن سطح السيارة عاجز عن شحن البطارية بشكل كامل في يوم واحد، فيمكنه تخزين كمية من الطاقة كافية لتعيد الشخص من مكان عمله إلى منزله”.
من جهته، أوضح المتخصص في التنقل الكهربائي في جامعة ديلفت الهولندية غوثام رام شاندرا مولي أن “الطاقة الشمسية يمكن أقله أن تؤمّن تشغيل المكيف الهوائي في السيارة”، مشدداً على “أهمية المكان الذي ينبغي أن تُركن فيه السيارة، إذ لن تُشحن إلا إذا كانت مركونة في الهواء الطلق فيما ستُشحن أقل خلال فصل الشتاء”.
وفيما تشهد سوق السيارات الكهربائية ازدهاراً، يُتوقع أن تُطرح فيها خلال الأشهر المقبلة نماذج عدّة من السيارات المجهزة بألواح شمسية، حيث بدأت شركة “تويوتا” تقترح على زبائنها نسخة مزوّدة بألواح شمسية من “بريوس” (طراز يحتوي على محركين أحدهما يعمل على البنزين والثاني كهربائي)، وأخرى خاصة بسيارتها “BZ4X” الكهربائية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى “سايبر تراك” التي تعتزم شركة “تيسلا” طرحها سنة 2023.
وجهّزت شركة “مرسيدس” سطح مركبتها الفاخرة “EQXX” بخلايا كهروضوئية مشابهة بمواصفاتها لتلك الخاصة بسيارة “لايت يير”، من شأنها أن تجعلها تعتمد على الطاقة الشمسية لمسار يبلغ ألف كيلومتر، وفق ما تؤكد الشركة.
وفي كاليفورنيا، تلّقت شركة “أبتيرا” الناشئة 25 ألف طلب خاص بأول نموذج تصنّعه وتتوقّع الإعلان عنه في نهاية السنة، وهو عبارة عن سيارة صغيرة الحجم بثلاث عجلات وتتسع لشخصين، ويتراوح سعرها بين 26 و46 ألف دولار، وتستطيع السير على الطاقة الشمسية لمسافة تصل إلى 1600 كيلومتراً.
أما في ألمانيا، فيُرتقب الإعلان في نهاية السنة عن سيارة “سيون”، وهو نموذج كلاسيكي آخر يعمل على الطاقة الشمسية وكلفته مقبولة. وستكون هذه السيارة مجهزة بخمسة مقاعد وذات شكل مربع وسوداء اللون لأنها ستُغطى بالكامل بألواح شمسية.
في هذه السياق، أشار أحد مديري “يونو موترز” التي تتولى تصميم هذه السيارة جونا كريستيانز إلى أن “الشركة الناشئة الكبيرة طوّرت “تقنية تتيح تغطية السيارة بأكملها” بألواح شمسية وتخطط لبيع تقنيتها إلى شركات أخرى من أمثال الشركة الفرنسية المتخصصة بمقطورات التبريد “شيرو”.
وفيما تلقت الشركة 18 ألف طلباً، تخطط لتصنيع 260 ألف سيارة بحلول عام 2030.
كما تعتزم شركة “سكواد موبيليتي” الهولندية إطلاق سيارات تعمل بالطاقة الشمسية خلال سنة 2023 من دون الحصول على ترخيص، حيث اعتبر رئيسها روبرت هوفرز الذي كان يعمل سابقاً في شركة “لايت يير” أن “الطاقة الشمسية تشكل مستقبل قطاع السيارات. فعاجلاً أم آجلاً سنسير جميعنا في سيارات تعمل بالطاقة الشمسية”.
/ النهار العربي /
