سعد الحريري يبيع أثاث قصره !

 

وفق معلومات حصرية من مصادر خاصة جداً، يعتزم الرئيس سعد الحريري بيع الأثاث الفخم لقصره المعروف بـ”بيت الوسط”. وقد تحدثت هذه المصادر عن زيارات لعدد من المختصين بشراء مثل هذه الأنواع من الأثاث الفاخر وتسويقها، بقصد معاينتها، والعملية باتت في أمتارها الأخيرة. وتروي لنا المصادر الخاصة عن استعدادات في هذا الإطار لبيع ملابسه أيضاً. الى ذلك، ثمة شائعات تتناقلها الألسن عن بيع كل متعلقات الرئيس سعد الحريري في لبنان من البابوج حتى الطربوش، بما يعكس حجم الصعوبات المادية التي يعاني منها، وبما يدل على عدم عودته الى الميدان السياسي في لبنان مرة أخرى.

ما ورد آنفاً لا يعدو كونه أخبار مفبركة، تنندرج ضمن إطار “الكوميديا السوداء” التي تحيط بالرئيس سعد الحريري، والتي يجري استثمارها بشكل خبيث جداً في الأيام الاخيرة.

ثمة حكاية تاريخية متادولة شعبياً عن رجل سأل صاحبه: هل ذكرني الخطيب في تاريخه مع الثقات أو مع الكذابين؟ فرد الصاحب: ما ذكرك أصلاً. فقال: ليته ذكرني ولو مع الكذابين! وهذه الرواية تستخدم لتوصيف حال الساعين الى الشهرة بأي شكل وأسلوب وطريقة.. وبأي ثمن. وهذا ما ينطبق على حال الرئيس سعد الحريري مع الإعلام وشائعاته وتياراته الموازية.

سيل لن ينقطع

منذ أيام قليلة، اندلعت حملة شائعات “مدوزنة” جيداً بحق الرئيس سعد الحريري. قالت أولاها أنه صرف عدداً من موظفي البروتوكول في بيت الوسط، مع بعض رجال الأمن الخاص به. جرى تناقل الشائعة بشكل مذهل، رغم أنها لا تنبع من فراغ، لكنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها صرف موظفين وعاملين من قبل الحريري، لا بل أن ذلك صار أمراً مألوفاً منذ نحو عقد تقريباً.

نجاح الشائعة وتحولها الى تراند، جعل القيمين عليها يتبعونها بثانية أشد هولاً وإيلاماً: الرئيس سعد الحريري باع سيارات موكبه الكثيرة والفارهة. وكما الأولى، سرت الشائعة الثانية مثل النار في الهشيم، وجعلت الحريري موضع شفقة سياسية وشعبية.

لتتبعها الثالثة والتي بلغت مستويات غير مسبوقة من الخبث السياسي، وذلك بالحديث عن طلب السلطات الإماراتية من الرئيس الحريري مغادرة أراضيها بطلب من السعودية. وأضيف اليها عامل تشويقي من خلال الإشارة الى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعرب عن استعداده لفتح بلاده أمام “المنفي” كي يقيم فيها حيث يشاء. وعليه، يمكن التوقع أن تكون الشائعة التالية، والمتواليات من بعدها على نسق ما ذكرنا في مطلع النص، وربما أكثر صلافة وختلاً بكثير.

خبث سياسي

مقدار الخبث السياسي الفتنوي الذي تختزنه الشائعة التي تتحدث عن نفي “المنفي”، على حد زعم المؤلفين والناشرين، هائل جداً ومكثف جداً. ويبدو من خلال حبكتها بأنه جرى الإعداد لها بعناية شديدة كي تحدث الوقع المنشود. الأمر الذي دفع بالمستشار الإعلامي للحريري حسين الوجه الى تكذيب الشائعة، عبر تغريدة له على منصة “أكس” قال فيها: “بينما أطفال غزة يذبحون، لا عمل للموتورين سوى اختراع أكاذيب وتلفيق “أحلام”، ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

لا ريب أنه كان من الضروري تكذيب الشائعة الخبيثة، لكن حسين الوجه اكتفى بفعل التكذيب من دون الإشارة الى الخلفيات السياسية، ربما لأنه لا يزال صائماً عن السياسة التزاماً بقرار الاعتزال المؤقت للرئيس الحريري. بيد أن هذه الشائعة من النوع الذي لا يجب السكوت عنه ولا بأي شكل من الأشكال. ذلك أنها تعمل على إذكاء الفتنة بين سنة لبنان ودول الخليج وفي طليعتها السعودية.

وهذا ما يقودنا للحديث عن سر التوقيت. لا شك أن أي خبر عن الرئيس سعد الحريري سيكون محل تداول على نطاق واسع، لكن لماذا جرى اختيار هذا التوقيت بالذات بالتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة؟

توجيه الغضب السني

تندرج هذه الشائعة ضمن سياق أوسع بكثير. فمنذ بدء حرب غزة انطلقت حملة شعواء للتنديد بالمواقف المتخاذلة للدول العربية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية. وهي سردية قديمة من تأليف وتلحين نظام الأسد جرى تربية أجيال عليها، لكنها وللمفارقة كانت تشمل كل الأنظمة العربية ما عدا نظام الأسد نفسه في استثناء رهيب.

واليوم أعيد ضخ الدماء في أوردة وشرايين هذه السردية وجرى تعميمها بشكل هائل جداً في الشارع السني بغية توجيه غضبه بشكل حصري ضد دول الخليج وخصوصاً السعودية. كل خبر عن قصف غزة يجب أن يكون متبوعاً بالإشارة الصريحة الى الحكام العرب بأنهم “متخاذلون” “متواطئون”.. وغيرها من المصطلحات المعروفة. وضمن هذا السياق بالتحديد تندرج حملة الشائعات التي تطال الرئيس سعد الحريري.

ففي موازاة حملة تصعيد الجماعة الإسلامية وفيلقها العسكري قوات الفجر شعبياً، أطلق حزب الله حملة الشائعات ضد الحريري في استثمار خبيث بما يعرف بـ”المظلومية السنية”. يراد من ذلك القول للسنة أن السعودية ودول الخليج تخلت عنهم وعن زعيمهم الرئيس سعد الحريري دون أن تبالي بمصيرهم أمام النمور الطائفية والمذهبية في لبنان.

وحدة الساحات السنية

وفي الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني “السني” لحرب إبادة، يصمت العرب، وتطلب السعودية من الإمارات طرد الرئيس “المنفي”. فيما محور المقاومة يحاول التخفيف عن الفلسطينيين من الحوثيين في اليمن، مروراً بالحشد الشعبي في العراق، وصولاً الى حزب الله في لبنان.

ويحتضن الجماعة الإسلامية ويمدها بكل ما تحتاجه من دعم سياسي ومالي وعسكري حتى يستوي عودها. ومن قبلها حركة حماس التي حينما تخلى العرب عنها دعمتها إيران حتى تمكنت من القيام بمعجزة طوفان الأقصى.

ليس ذلك فحسب، بل إن محور وحدة الساحات حاول دك إسفين في الساحات الأخرى من خلال الإشارة الى عرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للحريري باستضافته في تركيا، بما يعيد إذكاء نار الخلاف بين تركيا وقطر من جهة، والسعودية والإمارات من جهة أخرى، ولا سيما بعد تصريحات إردوغان الأخيرة والتي أكد فيها أن حماس ليست حركة إرهابية بل مجموعة مجاهدين. ومع أن إردوغان نفسه قال أن كلامه موجه للغرب، إلا أن ذلك لا يمنع محور المقاومة من محاولة استثماره خليجياً بالإتكاء على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين.

وعليه، فإن حملة الشائعات التي تطال الرئيس سعد الحريري الهدف منها هو ضرب علاقة السنة بالسعودية ودول الخليج، لذا فأنه ينبغي التصدي لها وعدم تركها تستفحل أكثر. ورغم أن القلب مع أهل غزة والشعب الفلسطيني، إلا أن ذلك لا يعني أبداً التماهي مع حزب الله ومن خلفه إيران.

من ينتظر اليوم كلام حسن نصر الله، يجب عليه التذكر أن هذا الرجل خرج في اليوم التالي لحرب تموز 2006 ونسب النصر لحزبه وجمهوره واصفاً إياهم بـ”أشرف الناس”، وتبرأ تماماً من أي دور سني شعبي أو سياسي، لا بل اتهم من انتخبهم بالخيانة.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك ردإلغاء الرد