وفاة مادلين أولبرايت أول امرأة تتولى وزارة الخارجية الأميركية

توفيت مادلين أولبرايت أول امرأة تتولى وزارة الخارجية الأميركية -والتي تعد من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في جيلها- عن عمر ناهز 84 عاما إثر معاناتها من السرطان، وفق ما أعلنت عائلتها الأربعاء.

وقالت العائلة في بيان إن أولبرايت توفيت “محاطة بأفراد من العائلة وأصدقاء”.

وأشاد البيان بـ”والدة وجدة وأخت وصديقة محبة”، وبـ”مدافعة لا تكل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وفي وزارة الخارجية أشاد المتحدث نيد برايس بأولبرايت “الرائدة باعتبارها أول امرأة تتولى وزارة الخارجية، والتي فتحت الباب فعليا أمام عناصر كبيرة من قوتنا العاملة”.

ارتقت أولبرايت -التي فرت من النازيين في سنوات طفولتها من مسقط رأسها تشيكوسلوفاكيا خلال الحرب العالمية الثانية- سلم الدبلوماسية الأميركية حتى أصبحت أول امرأة تتولى منصب وزير الخارجية في بلادها خلال عهد الرئيس بيل كلينتون بين 1997 و2001، وكانت أيضا سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

بزوغ نجم أولبرايت
وبزغ نجم أولبرايت -التي عرفت بأسلوبها الصارم في الحديث خلال عملها في إدارة (كلينتون) التي ترددت في الانخراط في أكبر أزمتين خارجيتين- في التسعينيات من القرن الماضي، وهما الإبادة الجماعية في رواندا وأزمة البوسنة والهرسك.

وقالت أولبرايت في إحدى المرات “كانت الطريقة الوحيدة للمرأة كي تعبر عن آرائها في السياسة الخارجية هي الزواج من دبلوماسي ثم سكب الشاي على حضن سفير يرتكب إساءات”.

وأضافت “اليوم، تنخرط النساء في كل جوانب الشؤون الدولية”.

وقورن نفوذها على المستوى الدولي بدور رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر في ثمانينيات القرن الماضي.

وكانت أولبرايت -التي أصبحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عام 1993- قد ضغطت من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الصرب في البوسنة، لكن خلال الولاية الأولى للرئيس بيل كلينتون كان تورط الولايات المتحدة في مستنقع فيتنام لا يزال عالقا في أذهان العديد من كبار خبراء السياسة الخارجية الذين حرصوا على عدم تكرار هذا الخطأ في البلقان.

وبدلا من ذلك عملت الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) على شن غارات جوية أدت إلى إنهاء الحرب لكن بعد أن استمرت لمدة 3 سنوات.

وفي خضم جهود الولايات المتحدة للضغط على كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها للأسلحة النووية والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف سافرت أولبرايت إلى بيونغ يانغ عام 2000، للقاء زعيم كوريا الشمالية آنذاك كيم جونغ إيل، لتصبح أبرز مسؤول أميركي يزور كوريا الشمالية.

وبانتهاء حكم كلينتون وانقضاء فترة التسعينيات تحولت أولبرايت إلى أيقونة لجيل من الشابات اللائي يبحثن عن مصدر إلهام لسعيهن خلف فرص للتفوق وكسب الاحترام في أماكن العمل.

ومن الجمل المفضلة لأولبرايت “هناك مكان خاص في الجحيم للنساء اللواتي لا يساعدن بعضهن البعض”.

اترك ردإلغاء الرد