ماذا سيقدم حزب الله إلى معارضيه.. وإلى أين تؤدي فيتوهات التكليف الإلهي؟



ماذا يعني التراجع عن ترشيح ميشال معوض من أجل حفنة إضافية من أصوات “التقاطع”؟

/سمير سكاف- الرائد نيوز/

في الرابع عشر من حزيران المقبل سيتم تكرار سيناريو جلسات الانتخاب السابقة. لا انتخاب، لا نصاب في الجلسة الثانية، بمعزل عن عدد الأصوات التي سينالها كل من المرشحين، التي قد لا تصل الى 65 صوتاً لأي منهما في الدورة الأولى، إذا لم تحدد كتلة وليد جنبلاط موقفها صراحة بالتصويت لجهاد أزعور!

فاز حزب الله في الجولة الرئاسية الأولى بإجبار معارضيه بالتخلي عن ترشيح ميشال معوض! وقد اعتبر حزب الله ميشال معوض مرشح تحدٍ لسبب واحد وهو إدراك معوض أنه يستحيل بناء الدولة في ظل وجود “جيشين” في بلد واحد! وليس لأنه يملك ميليشيا من 100.000 مقاتل يهدد بهم الحزب ومحوره، ولا لأنه مرشح تحدٍ (تحدٍ بماذا؟) أو مرشح أميركي (والأميركيون لم يدعموا ترشيحه) أو مرشح محور (والسعودية لم تدعم ترشيحه) فترشيح ميشال معوض “صُنع في لبنان” في حين أن فرنسا على سبيل المثال عملت علناً، بالتنسيق والتوافق مع إيران وسوريا، لصالح انتخاب مرشح حزب الله سليمان فرنجية! الواقع أن حزب الله لا يحتمل رئيساً ليس من صفوفه (من صفوف حلفائه من الموارنه). وهو لن يساوم على ذلك!
لا شك أن حزب الله إذا ما قرر فرنجيه الانسحاب من السباق الرئاسي لاحقاً سينتقل الى مرشح أقل “سيادية” منه والى بديل أكثر مطواعاً في يده من فرنجية وأقل حصولاً للدعم المسيحي منه. وسيقدمه على أنه “المرشح التوافقي”، وسيصبح أكثر تشدداً في فرضه على الآخرين!

يعطي حزب الله لنفسه حق “الفيتو” في كل السياسات الداخلية والخارجية، كما الفيتو على أي مرشح من الطرف الآخر. وهو يحصل على فيتوهاته “بتكليف إلهي” لأن تبريره الوحيد هو “عمالة” الكل ضده وضد سلاحه وتآمرهم عليه! لذلك، لا مانع عنده من إطالة عمر الفراغ الرئاسي حتى يأتي بأحد رجاله الى الحكم، مهما طال الزمان. ولكن القسم الأكبر من خصومه أكثر تشدداً هذه المرة! وسيكون موقفه أكثر صعوبة من الانتخابات الرئاسية السابقة!

إن الموقف المريب هو من الذين رفضوا الالتفاف حول ترشيح معوض من معارضي حزب الله! فقسم يبحث عن أثمانٍ “سعودية”، وقسم يصارع طواحين الهواء ويقدم أداءًا لا يليق بالاستحقاق الرئاسي وقسم يحتار بين ترشيح الملاك ميخائيل والملاك جبرائيل وهو ليس أكيداً أنهما يصلحان كمرشحين..! وهذا ما أدى الى خدمة مباشرة لحزب الله بالذهاب نحو مرشحين بمنسوب سيادي أقل من ميشال معوض، ولا مانع للمرشحين الجدد من استمرار الوضع “غير السيادي” الحالي كما هو عليه! في حين أن التقاطع هو فقط لقطع الطريق على سليمان فرنجيه، من جهة التيار الوطني الحر على الأقل!إن التخلي عن ترشيح ميشال معوض لا يمكن أن يكون لصالح مرشح أكثر “سيادية” منه! وهذا هو “التحدي” الذي نجح حزب الله بإسقاطه بمساعدة بعض من يعتبرون أنفسهم من “خصومه”!

قد لا تنفرج الأزمة الرئاسية، التي قد تبقى رهينة “التعطيل” من دون “دوحة” جديدة تؤدي الى التوافق على شخصية يتقاطع عليها الجميع (قد لا تكون قائد الجيش جوزف عون بعد الأول من كانون الثاني المقبل)… مما يبشر أن الفراغ الرئاسي قد يطول… ويطول!

اترك ردإلغاء الرد