جريمة التغيير الديموغرافي في سوريا.. الجميع مذنبون!

/مركز الخليج للدراسات الإيرانية/



إلى الذين أغضبهم وضع تركيا في كفة واحدة مع إيران ضمن مُرتكبي جريمة التغيير الديموغرافي في سوريا، نقول: إن ما فعلته تركيا في الشمال السوري لا يقل إجراما عما فعلته إيران.


وطوال عقد من الحرب في سوريا، تركّز الصراع بين كافة القوى المُتناحرة على التغيير الديموغرافي، وليس إيران وتركيا فحسب، كهدفٍ وليس كنتيجة. ووفّرت المعارك للأطراف المُتحاربة فُرَصاً نادرة لاجتثاث جذور السكان المحليين الذين ينتمون إلى طوائف أو أعراق خصومهم، وإحلال آخرين موالين محلهم.


ومن المعلوم للكافة، أن مخططات «التتريك» في شمال سوريا تجري منذ عدة أعوام على قدم وساق، فقد تم جلب موظفين وعناصر أمن أتراك لتقديم خدمات الصحة والبريد والصرافة والهاتف والمياه والكهرباء، وغيرها من المستلزمات المعيشية واللوجستية، بهدف إجبار من يتعامل معهم على تعلّم اللغة التركية، وبالتالي تغييب اللغة العربية تماماً عن المشهد اليومي للحياة اليومية، وهو ما يترافق أيضاً مع توزيع كتب ومناهج دراسية تركية في المدارس.


وليس معنى أن الأكراد يمثلون ضغطاً داخل تركيا، أن تقوم أنقرة باجتياح الأراضي السورية، والقيام بعمليات تغيير ديموغرافي واسعة النطاق في مناطق الشمال، لمحو الهوية الكردية والعربية لهذه المناطق بشكل تام.


ونحن إذ نؤكد ذلك، نستنكر صمت العديد من المعارضين الوطنيين السوريين، وتقاعسهم عن الوقوف ضد محاولات تتريك المجتمع السوري شمال البلاد، بحجة تخليصه من الإرهاب، فقد جرى بالفعل إنجاز مخططات «التتريك» بشكل تام في العديد من المناطق شمال سوريا، بتواطؤ تام من الجميع.


ونرى أنه من واجب الجامعة العربية، والدول الأعضاء وسائر المراكز والمؤسسات الثقافية العربية، ومنظمة “اليونسكو” الدولية، الوقوف بجانب المساعي السورية الشعبية، الهادفة لمنع استخدام اللغة التركية في شمال البلاد نهائيا، والحفاظ على لغة الضاد في هذا البلد، الذي كان رأس حربة في مقاومة التشيّع الإيراني والتتريك على حد سواء، ومساعي طمس الهوية العربية.
«شؤون إيرانية»

اترك رد إلغاء الرد