الأحزاب أمرت والروابط نفذت
هيثم نجا _رابطة الأساتذة
لم يعد خافيا على أحد حجم الضعف والتفتت الكبير الذي لحق بالنقابات والروابط التعليمية بسبب التدخل الحزبي والسياسي فيها وارتباط عدد من المسؤولين التربويين بالسياسيين ما أدى إلى ضعف وتراجع في أداء هذه الروابط
وكلن من نتائج هذا الضعف التراجع عن الإضراب المفتوح الذي استمر أكثر من شهرين من دون تحقيق أية مطالب جدية إلا الوعود ببعض الفتات واستجداء الأموال من الدول المانحة
هل هناك حقيقة دول مانحة أم دول ناهبة ؟
إن المتأمل بسياسة الدول المانحة في لبنان لا يخفى عليه السياسة المريبة التي تتصرف بها هذه الدول فهي تراقب من بعيد تتحضر للإجهاز على التعليم الرسمي في لبنان
نعم هي دول مانحة لغير اللبنانيين تمنحهم الرواتب وإيجار البيوت والتعليم والطبابة المجانية والمساعدات بمختلف أشكالها وووو ٠٠٠٠٠٠٠٠
ولكنها في المقابل هي دول ناهبة لحقوق اللبنانيين وتسعى من دون خجل إلى دمج التعليم بين الطلاب اللبنانيين وغيرهم في المدارس الرسمية حيث يحظى الطالب غير اللبناني على كافة التقديمات من الكتب القرطاسية والنقل المجاني في حين يحرم منها الطالب اللبناني من كل هذه التقديمات بالإضافة إلى عدم تحمل الدولة لمسؤولياتها تجاه الطلاب اللبنانيين ٠
أما الأحزاب اللبنانية فنجدها تقف موقف المتفرج والمستفيد من ضرب التعليم والمدرسة الرسمية وتتماهى مع الدول المانحة في هذا الأمر وهذا ما يفسر عدم دعم الأحزاب لمطالب المعلمين المحقة بالإضافة إلى أن كل حزب أو تيار أصبحت له مدارسه ومؤسساته التربوية ٠
أين دور الإعلام اللبناني من حقوق المعلمين؟
والمتابع للإعلام اللبناني يجده غير معني أو مبالي بدعم المدرسة الرسمية ولا يهمه الدفاع عنها وقد ظهر ذلك واضحا وجليا في الحلقات الإعلامية التي تتحامل على المعلمين وتلمع صورة الوزراء وتعفيهم من المسؤولية الأخلاقية والقانونية. تجاه المدرسة الرسمية. ٠
ما هو الحل لإنقاذ المدرسة الرسمية؟
وسط هذه المشاكل في التعليم نجد ان الحل الأسرع هو إنتاج روابط جديدة تحمل وجع ومشاكل المعلمين بجدية وباستقلالية وتبتعد بها عن المنحى السياسي الضيق والفئوي والضغط بكافة أشكال النضال لتحقيق المطلب وإعادة الحقوق المسلوبة ٠
ما دور لجان الاهل ؟
الدور الأول الذي يجب أن يقوم به لجان الأهل هو دعم المطالب التربوية المحقة والوقوف إلى جانب المعلمين في مسير تهم لأن من شأن ذلك الحفاظ على المدرسة الرسمية وحمايتها من التدخل السياسي لكي تعطي إنتاجية أفضل خاصة في هذا الوضع المعيشي الضاغط على الجميع فانهيار المدرسة الرسمية سينعكس سلبا على الجميع من معلمين ولجان أهل وسيجبر الأهالي إلى نقل أولادهم إلى المدارس الخاصة ذات الأقساط المرهقة لهم والتي تعود منفعتها إلى الرأسماليين والسياسيين على حد سواء.
