يتسارع بوتيرة مقلقة.. هل الإنهيار مدروس ومُنظّم؟
الحديث عن الإنهيار في لبنان لم يعد يتضمّن أيّ مبالغة، فهو يتسارع بوتيرة “مُخيفة ومقلقة”، إذْ لا يوفّر أيّ قطاع، وبات يتخذ عددًا من الأوجه والأشكال في مختلف الميادين!
فهل الإنهيار مدروس ومنظّم؟ والآتي أعظم؟
وفقًا للكاتب والمحلل السياسي علي حمادة، فإنّ “الإنهيار الحاصل اليوم ليس إنهيارًا بالصدفة”.
ولكنّ حمادة لا يرى أنّ “هذا الإنهيار هو نتيجة مؤامرة، بل هناك جملة إعتبارات وأسباب أدّت إلى هذا الإنهيار”.
ويُعدّد حمادة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، الأسباب التي جعلت من لبنان بلدًا في حالة إنهيار تامّ، وهي:
الأسباب الأساسيّة، “الفساد على كافّة المستويات والمستشري منذ عقود من الزمن، سوء الإدارة، الإستهتار بمصلحة المواطن، الضرب الدائم لمؤسسات الدولة من خلال تركها تترهل وتتحلّل، العامل السياسي المتمثّل بالصراعات السياسية والخلافات السياسية والتي لا تأخذ بعين الإعتبار شؤون المواطنين، إضافةً إلى عنصر الأنانيات والنكد السياسي والحسابات الصغيرة وسموم مصلحة الجيوب لدى الكثيرين”.
وبالإضافة إلى هذه الأسباب، هناك عنصر هام جدًّا وهو العنصر الإقليمي- حسب ما يؤكّد حمادة “حيث يوجد في لبنان سلاح إقليمي وذات وزن ويتجاوز قدرة لبنان على تحمّله، ألا وهو سلاح حزب الله، إذْ أنّ هذا السلاح وبوظيفتيْه الداخلية والإقليمية يمنع لبنان من بناء دولة قوية”.
هل تفكّكت الدولة اللبنانيّة، يُجيب “الدولة بشكل عامّ تفكّكت وتحلّلت، ويُشبه تحلّلها “الجيْف”، وذلك يبدو جليًّا على الصعيد الإداري العادي، وعلى صعيد ممارسة المسؤوليات الإدارية، وكذلك على صعيد الوظيفة العامة التي تراجعت إلى أدنى الحدود وبشكل غير مسبوق إنْ من حيث الآداء أو من حيث السلوك”.
وبالتالي، يؤكّد “نعم الدولة اللبنانية تحلّلت”، وهنا إذْ يلفت إلى أنه “هناك تراجعًا كبيرًا على مستوى المؤسسات العسكرية والأمنية، إلّا أنّه لا يراها “وصلت إلى مستوى تحلّل المؤسسات المدنيّة، حيث أنّ مؤسسة الجيش لا تزال مُتماسكة إلى حدّ ما وهي تُجاهد من أجل أنْ تبقى “واقفة على قدميْها”، لكنها تتعرّض لضغوط كبيرة جدًّا وعلى مختلف المستويّات”.
ويرى أنّ “البلد “ماشي” على الترقيع وعلى حلول يوميّة وصغيرة وهي حتى ليست بحلول”.
وهنا يُضيء حمادة على نقطة هامّة، وهي “ففي حال إستمرّ الوضع على ما هو عليه فجميع المؤسسات ستنهار ولن تَسلم أي مؤسسة”.
هل هناك خوف من أن تنزلق الأمور ونصل إلى الفوضى؟، يرى حمادة أنّنا “الآن نحن في قلب الفوضى إلّا أنّها مكتومة، بمعنى أنّها تَكمُن في النفوس وفي البيئة اللبنانية، لكن وبلحظة ما وفي وقتٍ لا نتوقعه ولا نستطيع أن نُحدده وبتوقيت مفاجئ ستعمّ الفوضى الشارع اللبناني”.
هذا ويرى أنّ “مشكلة لبنان اليوم تُختصر بأنّ لا أحد يرى نهاية النفق الذي نحن فيه، فأغلبيّة االلبنانيين فقدوا الأمل بإصطلاح الأمور”.
ويختم حمادة حديثه، مؤكّدًا بأنّنا “لن نخرج من هذا النفق”، إلّا عبر “الإفراج عن الإستحقاق الرئاسي والذهاب فورًا نحو إنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، ومن ثمّ إختيار رئيس حكومة جديد وتشكيل حكومة متوازنة وذات كفاءة عالية، إعتماد برنامج حكومي يقوم على نقاط إصلاحيّة جديّة وعميقة، إضافةً إلى إقناع مَن يجب إقناعه أنّه حان الوقت للنأي بالنفس عن الصراعات في الخارج من أجل إفساح المجال أمام لبنان واللبنانيين للعودة إلى الحاضنة العربيّة كما كان عهد لبنان منذ ولادة الكيان”.
الأنباء