الحزب والتيار بين “شباط الأول” و”شباط الثاني”

هل اكتشف الحزب أن القرار عند رئيس التيار جبران باسيل وليس في الرابية؟ وهل تأكد من هذا الأمر أثناء وجود الرئيس عون في بعبدا وفي أكثر من مفصل؟

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

في السادس من شباط 2006، جلس على طاولة واحدة في كنيسة مار مخايل في الشياح، رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ووقَّعا على ما بات يُعرَف بـ “تفاهم مارمخايل”.

لماذا 6 شباط؟ الموعِد رُتِّب على عجل لأنه في اليوم الذي سبقه، أي في الخامس من شباط، وقعت أحداث شارع التباريس في الأشرفية، إثر التظاهرة التي احتجت على الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للنبي محمد، وما رافقها من أعمال شغب، فكان توقيت السادس من شباط كأنه أراد أن يقول: “نحن نتفاهم فيما غيرنا يتقاتل”!

بعد سبعة عشر عامًا على “شباط الأول” 2006 ، حلَّ “شباط الثاني” 2023، العماد ميشال عون عاد إلى الرابية، لم يودّعه حزب الله لدى خروجه من القصر الجمهوري لدى انتهاء ولايته في آخر تشرين الأول 2022، ولم يستقبله في دارته الجديدة في الرابية، ولم يزره من تلقاء نفسه إنما بعد تمنيات انقلبت إلى عتب فنقمة، فسارع حزب الله، ولكن بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الولاية، إلى امتصاص النقمة. لكن هل هذه الخطوة كانت كافية لتشفي غليل “الجنرال”؟

المعروف أن حزب الله يدرس خطواته بعناية، فعنده ليست هناك أي خطوة ارتجالية خصوصًا إذا كانت مع حلفائه ولا سيما منهم التيار الوطني الحر، بهذا المعنى هل تقصَّد حزب الله أن يكون وفده إلى رئيس التيار جبران باسيل، في ميرنا الشالوحي “أرفع” من وفده إلى الرابية؟ الوفد إلى ميرنا شالوحي ضمَّ المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، زائرا ميرنا الشالوحي هما الأقربان إلى الأمين العام، فيما الوفد إلى الرابية، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد مع عدد من النواب، هو أقرب إلى الوفد “البروتوكولي” منه إلى الوفد “العملي” بدليل أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة قرأ بيانًا مكتوبًا في الرابية، فيما الحاج حسين خليل أسهب في التصريح في ميرنا الشالوحي وأجاب عن الأسئلة، ما يعني أن الهامش لدى الحاج حسين خليل هو أوسع بكثير.

وإذا تعمقنا أكثر في التحليل، هل “اكتشف” حزب الله أن القرار عند رئيس التيار جبران باسيل وليس في الرابية؟ وهل تأكد من هذا الأمر أثناء وجود الرئيس الرئيس عون في بعبدا وفي أكثر من مفصل؟

في شباط “الأول” 2006، كانت حاجة حزب الله ملحَّة للعماد ميشال عون، في شباط “الثاني” 2023 انتفت هذه الحاجة، فانتقل مستوى اللقاء معه من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

مستوى التمثيل في غاية الأهمية، خصوصًا لدى حزب الله الذي يدرس ممثليه بعناية فائقة، فهل من دروس يجب أن يستخلصها الرئيس عون؟ وماذا عن الدروس التي يجب أن يستخلصها رئيس التيار جبران باسيل؟

اترك ردإلغاء الرد