لبنان ينجو من مجزرة…!
لبنان ينجو من مجزرة…متخصصون لـ”حدث أونلاين”: الفضل للعناية الإلهية..ولكن
منقول -حدث اونلاين
…اما وقد زال الخطر الأكبر عن لبنان بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ووصلت هزاته الارتدادية الينا، ومع كل كارثة مماثلة يبدو السؤال مشروعاً: ماذا بعد؟ وهل ستهتز ضمائر المسؤولين كما اهتزت الأرض، لمعالجة مشكلات الابنية المتصدعة؟
في حوار مع “حدث اونلاين” تؤكد رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات انديرا الزهيري ان الهيئة لا تنفك ترفع الصوت لمعالجة ملف الابنية المتصدعة التي يتزايد خطرها يوماً بعد يوم، الى حد يمكن تشبيهها بالقنبلة الذرية.
وتشير الزهيري الى وجود ما يقارب ١٦٠٠٠ مبنى آيل للسقَوط في جميع الأراضي اللبنانية، قبل انفجار مرفأ بيروت الذي زاد هذا العدد بطبيعة الحال.
وترجع الزهيري اسباب هذه الظاهرة الى الحرب التي اندلعت في لبنان، إضافة إلى الإيجارات الاستثنائية التي دفعت بكل من المالك والمستأجر الى التلكؤ في تنفيذ التصليحات المطلوبة.
وركزت الزهيري على أن محافظتي الشمال وبيروت هما الأكثر تضررا من هذه الظاهرة، خاصة في طرابلس التي تضم ما يقارب ٤٠٠٠ مبنى مهدد بالسقوط للأسباب التي ذكرناها، إضافة إلى البناء ” التجاري” الذي لا يراعي شروط السلامة المعيارية.
وفي بيروت، أشارت الزهيري الى وجود ١٠٠٠٠ مبنى متضرر قبل الانفجار. أما بعد الانفجار، ففي الجزء الذي مسحه الجيش اللبناني تبين وجود ٨٥٧٤٤ وحدة متضررة، تنوعت ما بين شقق سكنية ومكاتب ومطاعم… وقد توقف المسح بسبب غياب التمويل.
ودعت الزهيري الهيئات والوزارات المختصة لاجراء مسوحات عاجلة للعقارات الواقعة ضمن نطاقها، خاصة وانه اذا لم يتم تفادي المشكلة قبل وقوعها مرة أخرى، فإن الكارثة واقعة لا محالة، لا سيما في ضوء انعدام قدرة السكان على الصيانة نظراً لارتفاع اسعار مواد البناء المقيمة بالدولار الذي لا يزال يحلق عالياً.
وأشارت الزهيري الى نقطة مهمة، وهي عدم القدرة على هدم المباني والوحدات المتهالكة بسبب العجز عن استصدار رخص الهدم، و الواقع القضائي والإداري المعروف في البلاد.
تدمري: الملف متشابك
وفي تصريح، يشير رئيس لجنة الأثار والتراث في بلدية طرابلس د.خالد تدمري الى جملة عوائق تحول دون ترميم المباني المتهالكة، اهمها الروتين الإداري وغياب التنسيق بين الوزارات والادارات المعنية، مميزا في طرابلس بين اربعة مستويات من المباني القديمة:
٦٣ منها تحتاج لإخلاء سريع، إضافة إلى ٣٥٠ منتشرة في المناطق التاريخية القديمة، اضافة الى عدد كبير منتشر في المناطق الشعبية ويحتاج الى تدعيم او صيانة.
ويؤكد تدمري انه “ما شفنا شي من الدولة”….
واقع تتشابك فيه السياسة بالاقتصاد بالإدارة، ولكن المؤكد ان الكارثة اذا وقعت، فلن ترحم هؤلاء جميعا. فهل يتم تداركها قبل فوات الأوان؟