معرض رشيد كرامي الدولي تراثًا عالميًا
الناغي: من رحم الأزمات تولد الفُرص



/زائدة الدندشي-الرائد نيوز/

في حديث خاص لِ “الرائد نيوز” قال المهندس المعمار وسيم الناغي: ” أدرجت الأونيسكو معرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي، بعد مرور 6 عقود من الزمن أي منذ إنشاء فكرة معرض لبنان الدولي الدائم في طرابلس والذي سُمّي لاحقًا معرض رشيد كرامي الدولي وذلك تخليدًا لذكرى رئيس الحكومة السابق الشهيد رشيد كرامي.

/التجاذبات السياسية لم تمنحه الفرصة/
يقول الناغي: “المعرض منذ ولادة فكرته هو معرض دولي وكان يجب أن يكون ذو سمعة عالمية وأن يحتضن نشاطات اقتصادية ومعارض تساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية في طرابلس ولبنان، لكن لم يتسنَّ له نتيجة عدة ظروف سياسية، تمويلية، عقبات إدارية، مرورًا بالحرب الأهلية وحتى مطلع التسعينيات نتيجة تجاذبات سياسية أن يأخذ فرصته”.

يضيف” اليوم، يعود معرض رشيد كرامي ليُطلّ على العالم بحُلّةٍ ثقافية جديدة وليس من باب الاقتصاد. ولكن تصنيف الأونيسكو هو تأكيد أيضًا على عدة أمور أهمها:
هذه المنشآت المعمارية – التي صممها المهندس البرازيلي “أوسكار نيماير” أحد عمالقة الجيل الثاني من معماريي حداثة القرن العشرين ومصمم مدينة برازيليا- لها قيمة عالمية أي أن العالم كله والإنسانية جمعاء معنية به كونها قيمة تراثية ثقافية يجب الحفاظ عليها كي تتوارثها الأجيال مما سيعطي هذا المرفق سمعة عالمية ويمكن نتيجة هذا التصنيف الذي هو أعلى تصنيف يمكن أن يناله أي مَعْلَم تراثي في العالم أن نحصل على عدة ايجابيات، ومن هذا الباب سندخل لعدة أمور:
أولًا، جذب وتحفيز الجهات المانحة لدعم وتمويل مشاريع التدعيم والترميم والتأهيل، حيث أن المعرض صُنّف تحت صفة الطوارئ كون منشآته مهددة بالتداعي والانهيار نتيجة غياب الصيانة والإهمال.

/قانون المعرض العصري 2022/

ثانيًا، في قانون المعرض العصري الحديث الذي أشرف عليه وكان عرَّابه معالي الوزير سمير الجسر وتم اعتماده وتصديقه في مجلس النواب عام 2022، ونشر في الجريدة الرسمية، كان سابقًا لكل الخطوات لأنه يحمل في طياته بنود تؤكد على القيمة الثقافية للمعرض وتفرض حماية منشآته من الترميم العشوائي ووضعت مرجعية وزارة الثقافة للإشراف وعمل دراسات للمعرض وما حوله سواءً المباني أو المساحات غير المبنية، وذكر في القانون أن المعرض يمكن أن يكون تراثًا عالميًا للأونيسكو كون المواصفات المُرادة تنطبق عليه، وأُرفق هذا القانون ضمن الملف (حوالي 300 صفحة) الذي كان لي شرف التعاون فيه مع النقيب السابق جاد تابت بالتنسيق مع وزارة الثقافة ممثلة بالوزير محمد وسام مرتضى ومدير عام الآثار سركيس خوري، وسفيرة لبنان في الأونيسكو سحر بعاصيري، رئيس جمعية تراث طرابلس لبنان جمانة شهال تدمري، المستشار فواز كبارة بالإضافة لفريق عمل كبير.

وقمت بالتنسيق مع النقيب تابت لكتابة الملف ورفعه للأونيسكو والإجابة على ملاحظات منظمة الإيكوموس الذراع التقني للأونيسكو حتى وصلنا للخاتمة السعيدة بإعلان المعرض على اللائحة النهائية للتراث العالمي بعد أن تم إعلانه 2018 على لائحة المؤشر.

/من رحم الأزمات تولد الفرص/
يختم الناغي: طرابلس تختزن إرثًا ثقافيًا مبنيًا عريقًا وثمينًا، وتجدر الإشارة أن المدينة المملوكية أدرجت على لائحة المؤشر للأونيسكو كتراث عالمي 2019، وحينها يمكن أن نقول أن طرابلس عاصمة للثقافة والتراث المبني في لبنان والشرق الأوسط.

معرض رشيد كرامي هو أول معلم من حداثة القرن العشرين يصنف كتراث عالمي في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي أجمع، حيث لم يسبق لأي مبنى مبني من الباطون المسلح من القرن العشرين أن صُنّف كتراث عالمي.

نتمنى أن تكون هذه الخطوة هي البداية، حيث أنها جهد 10 سنوات بذلناها مع الغيورين على المدينة من خلال مؤتمرات، وندوات، وسعي، وترويج على المستوى المحلي والدولي حتى وصلنا إلى ذلك، إنها بداية العمل ويجب تشجيع الاستثمارات الاقتصادية من خلال القطاع الخاص.

اترك ردإلغاء الرد