كرامي من المنية: مُقبلون بعد الموازنة على ما يُشبه الكارثة





رأى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي أن “الوضع اليوم في لبنان لا يبشّر بحلول جذرية وحاسمة وخصوصاً أننا مُقبلون بعد الموازنة التي تم إقرارها على ما يُشبه الكارثة”، موضحًا أن “عمل المؤسسات في لبنان لا ينتظم إلا بانتخاب رئيس جمهورية، وانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو بحاجة إلى توافق لأن دستورنا ينص أن الحضور في مجلس النواب يجب أن يكون 86 يعني ثلثي المجلس”.
وشدد على أن ” الحل الخارجي كاتفاق الطائف الذي أتى برعاية المملكة العربية السعودية وهو دستورنا اليوم، كان حلاً لمصلحة اللبنانيين، لكن الحلول اللي تُفرض علينا من الخارج لا يأتي دائماً بمصلحة اللبنانيين”.

كلام كرامي، جاء في احتفال تخلله غداء، أقامتهوعشيرة آل زريقة في المنية في دارة بلال زريقة بحضور، شخصيات ورجال دين ومشايخ العشائر العربية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ووجهاء المنية والجوار.

زريقة
بعد نحر الخراف وإطلاق المفرقات النارية، رحب عريف الاحتفال المربي محمد زريقة ب”كرامي في دارته ومدينته وبين اهله”. تلاه بلال زربقة، الذي أكد العلاقة المميزة التي تربط ال زريقة بأل كرامي عبر العقيد عادل زريقة لما فيه خير المنية واهلها الكرام.


ثم القت ليال زريقة كلمة العائلة، فقالت: “معالي رئيس تيار الكرامة النائب فيصل عمر كرامي، اهلا وسهلاً بكم في ربوع المنية الخضراء وتحديدا في دارة آل زريقة، بين أهلك وناسك ومحبيك في المنية، دير عمار، بحنين، الريحانية، برج اليهودية، النبي يوشع، مركبتا وعدوى الروضة”.


أضافت:”وعاد الحق لأصحابه، كيف لا وأنتم دومًا وعلى مر التاريخ عنوانا للنضال والتضحية بالغالي والنفيس من اجل الوطن كل الوطن. من منكم ايها الحضور الكريم لا يعرف الدور الكبير والتضحيات الجسام التي قدمتها العائلة الكرامة، أبا عن جد، فكانت قبل الإستقلال عائلة الافتاء ليس فقط في طرابلس والشمال بل في العديد من المدن الساحل السوري، وكذلك كانت العائلة الكرامية ممثلة بالمفتي الزعيم عبدالحميد كرامي صمام الأمان للنهج العروبي أيام الانتداب وقبيل وبعد الإستقلال حيث نفى وسجن مع الرؤساء في قلعة راشيا لمواقفه الوطنية رغم انه لم رئيسا بل مفتيا ونائبا عن طرابلس الشام، وأنجز الإستقلال مع رفاقه وتسلم رئاسة الحكومة واستقال قبل وفاته رحمه الله وأطلق على لبنان دولة المزرعة،
ومن منكم لا يعرف حجم وقدر الرئيس الشهيد الرشيد الذي ارسى مداميك دولة المؤسسات فكان بحكمته ورصانته بمصاف الرؤساء الكبار وجنبا الى جنب مع الرئيس جمال عبدالناصر، وقدم حياته شهيدا للوطن والامة العربية لتمسكه بوطنيته وعروبة لبنان وبالقضية الفلسطينية والحقوق العربية.
اما دولة الرئيس الآدمي المغفور له عمر عبدالحميد كرامي الذي أكمل مسيرة رجل الاستقلال عبدالحميد والشهيد الرشيد، في خضم الحرب اللبنانية، فقد تسلم كرة النار في احلك الظروف بعدما عُيّن نائبا وسُمي رئيسا لمجلس الوزراء، بعد إتفاق الطائف الذي انهى الحرب الأهلية، فحل المليشيات وألغى الحواجز بين اللبنانيين وأعاد للدولة مكانتها وعزها، ولم تنصفه السياسات المحلية والإقليمية، لكن أنصفه الشعب اللبناني بكل أطيافه فاحتشد في وفاته الخصوم قبل المحبين في تظاهرة شكلت مشهدية كبرى للحب والوفاء نظرا لصلابته في الحق وتمسكه بدولة القانون”.
وختمت :” انه حفيد رجل الاستقلال فيصل عمر كرامي، لم يغير ولم يبدل ما رسمه الأباء والأجداد، واثبت انه صاحب أكبر حيثية شعبية في طرابلس، وثبت شامخا مرفوع الرأس في وجه كل المؤمرات ومحاولات الإلغاء المحلية والخارجية، وبرصانة وهدوء تام أثبت لسلطة القضاء المختص مظلوميته وحقه المسلوب بالوثائق والأرقام فأنصفه القضاء نائبا عن طرابلس واهلها الشرفاء.
فيصل أفندي نحن كما الكثيرون في لبنان والعالم العربي نرى في وجودكم في مجلس النواب ليس نائبا فقط، بل دعامة أساسية وزعيما يعيد الوطن الى مساره الصحيح بعد الإنهيار السريع نتيجة لسلطة الفساد المزمنة. أملنا بكم كبير لتشكيل جبهة سياسية وطنية وقومية تعيد لطرابلس والمنية والضنية وكل الشمال الدور الريادي والحضاري الذي لعبته على مر الزمن وتعمل على إنقاذ لبنان من الفتن ومن سياسات النهب والسرقة،
أعذروني لقد أطلت عليكم، فأهلا وسهلاً بكم فيصل أفندي نائبا وان شاء الله دولة الرئيس في القريب العاجل”.

كرامي
وقال كرامي في كلمته:” أهلي وأحبتي في المنية العزيزة اشتقنا لكم واشتقنا للمنية، والحقيقة انه مع السياسات الجديدة ومع السياسيين الجدد للاسف اصبحت الناس معتادة ان لا يروا السياسيين والنواب الا في مواسم الانتخابات، وانا اسميها مواسم كما تقول الأغنية:” زوروني كل اربع سنين مرة”، اما نحن، مع ابناء هذا البلد وابناء هذه المدينة دائما جنبا الى جنب، وهذه المدينة العزيزة علينا الشامخة بأهلها وبكرامتها وبعزة اهل المنية، انا وعدتكم قبل الانتخابات ان أبقى وأستمر معكم كيف ما كانت الظروف، ولكن كما تعرفون فرضت علي ظروف الطعن أن أُلزم نفسي بالصمت حتى ظهور الحقيقة وحتى ظهور النتيجة النهائية للانتخابات، اي منذ بدء المجلس الدستوري بالطعن الذي تقدمنا فيه والذي كنا متأكدين من ارقامنا وكنا متأكدين من ثقة الناس لنا، كما كنا متأكدين انه ما تم في ليلة ظلماء الهدف منه ظلمنا وظلمكم لسرقة اصواتنا، ولكن الحمد لله ما زال في هذه البلد قضاة شرفاء وهناك عدالة تنصف المظلوم، ولكن انا ما قلته من اول يوم بعد الطعن أُردّده الآن على مسامعكم، موضوع الانتخابات ينتهي ببتّ الطعون في المجلس الدستوري، وطالما ان الطعون قد بُتّت فأصبحت الانتخابات وراءنا ويجب ان نتعامل اليوم مع الأمر الواقع ومع الحقيقة التي نعيشها يوميا”.
أضاف :” الاولوية اليوم ايها الاخوة والاعزاء، عنوانها العيش الكريم للمواطن وخصوصاً في المناطق التي تعاني الاهمال والحرمان المزمن، وانا اعرف تماما انه لا يوجد بيت في هذه المناطق الا ويعاني من ضائقة تتعلق بأساسيات الحياة والعيش الكريم، بالنسبة لنا هذه هي أولوياتنا، الوضع اليوم في لبنان لا يبشّر بحلول جذرية وحاسمة وخصوصاً أننا مُقبلون بعد الموازنة التي تم إقرارها على ما يُشبه الكارثة، غلاء معيشة غير مسبوق وبطالة غير مسبوقة، إنعدام الخدمات على كل المستويات الرسمية، وتحميل المواطن عبء الاقتصاد المالي والاقتصادي، زد على ذلك الضرائب من دون خدمات، ويبدو للاسف الشديد اننا مُقبلون على ما يشبه الانهيار الكامل للاقتصاد اللبناني، لان كل الذي عانينا منه في السابق لم يتم معالجته الا بطريقة واحدة، وهي تتمثّل بكيف نستطيع تحصيل المال من الناس من دون أن نردّ لهم الحد الأدنى من أموالهم، ومن دون أن نعطيهم شيء مقابل الخدمات ومن دون تحسين النمو وتحسين الاقتصاد”.
وتابع : “الشيء بالشيء يذكر، هناك الكثير من الناس لم تدقق بـتقرير البنك الدولي لأن دولتنا وحكومتنا الكريمتين تحاول كما دائما إخفاء مثل هكذا تقارير!!
– ماذا يقول التقرير؟
طبعا بعد ما (مبهدلن وشرشحن بأول البيان) بمعنى انهم غير قابلين للاصلاح ولا يريدون إقامة اصلاحات، يقول التقرير:
ان موجودات لبنان لو بيعت كلها فهي غير قادرة على تسكير الديون، وهذه من أكبر الكوارث التي سوف تواجهنا في المرحلة المقبلة، وذلك حتى بعد قدوم عهد جديد لن يبقى في متناولهم أيٌ من الأدوات للحلول. ويضيف البيان، الأفظع أن لبنان أصبح اسوأ من الصومال ومن فنزويلا ومن اليمن وباحسن الأحوال مثلهم، وهذا بلد عصيّ عن الاصلاحات.
لذلك نحن وُضعنا أمام المطرقة أو بين المطرقة والسندان، إما أن نقبل بشروط صندوق النقد الدولي، والتي هي بالمُطلق “كلها” سيئة وهناك أشياء بينها لا يستطيع تحملها لا المواطن اللبناني ولا الشعب اللبناني وهي قابلة للتفاوض، ولكننا نريد من يكون قلبه على الناس لا أن يكون قلبه على المصارف، نريد من يكون قلبه على الناس لا أن يكون قلبه على أمواله كي يفاوض، كي يستردّ حقوقنا ويحمينا ويحمي ممتلكاتنا؟
الحلول واضحة والطريق واحد، لم يعد باستطاعتنا المُضيّ أكثر بالتذاكي او التأخير بهذه المواضيع”.
وأردف:” لذلك انا قلت واكرر، أن انتظام عمل المؤسسات في لبنان لا ينتظم الا بانتخاب رئيس جمهورية، وانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو بحاجة الى توافق لان دستورنا ينص على ان الحضور في مجلس النواب يجب ان يكون 86 نائبا يعني ثلثي المجلس.
اليوم لا احد يملك حتى نصف المجلس، ولو أردنا تقسيم المجلس فريقين، فضمن الفريق الواحد أفرقاء، في كل فريق نجد افرقاء وليسوا متفقين!! فإذاً الحل بالحوار والتوافق، أما الحل الثاني الذي يتأمل به الناس الى هذه اللحظة والذي هو برأيي غير موجود، هو الحل الخارجي، فالحل من الخارج لا يأتي دائماً لصالح اللبنانيين وخصوصاً اذا كان هذا الخارج هو مستفيد (لنعطي مثلاً، الحل الخارجي كاتفاق الطائف الذي أتى برعاية المملكة العربية السعودية وهو دستورنا اليوم، كان حلاً لمصلحة اللبنانيين، ولكن الحلول اللي تُفرض علينا من الخارج بالتعاون مع مؤسسة تريد فرض نظامها الاقتصادي على الشعب اللبناني هذا لا يأتي دائماً بمصلحة الناس اللبنانيين”.
وختم :” لذلك، ادعو من هنا النواب والسياسيين أن يُغلّبوا مصلحة العقل والمنطق، واليوم لا يوجد غلبة لفريق على الآخر وخصوصا ان الكل مُشرذم، لايوجد حل الا بالحوار، ونتيجة هذا الحوار ان نتفق على رئيس جمهورية، وهكذا ينتظم عمل المؤسسات الدستورية، ومن خلالها نستطيع ان نضع القطار على السكة الصحيحة. معركتنا مع الفساد هي معركة طويلة، وهذا شيء حذرنا منه مرارا وتكرارا، ومنذ العام 1992 ونحن نقول للناس ان تلك الطريق ستصل بنا الى الانهيار الكامل، قدرنا ان نبقى نناضل سويةً، وان نحمل هذه القضية ونحمل هذا الوطن على أكتافنا وفي قلبنا لحمايته ولو اضطررنا ان نحميه بحياتنا.
لذلك هذه الزيارات بإذن الله ستبقى وستتكرر، وانا اريد ان اشكر كل من ساهم في هذا الجمع وعلى رأسهم الاخ بلال زريقة، والاخ العقيد عادل زريقة الذي نعتبره فردا من ال كرامي ، كل المحبة والود لهما، ونشكرال زريقة على هذه الدعوة، وعلى امل اللقاء مجددا في مناسبات لتبادل وجهات النظر من اجل ان ننقذ هذا الوطن. أشكركم على هذا اللقاء الطيب، وان شاء الله على امل اللقاءات المتجددة”.
بعدذلك، ألبس العقيد زريقة وخالد زريقة النائب كرامي العباءة العربية في تقليد عشائري لتكريم الضيف.
وكان كرامي أدي صلاة الجمعة في مسجد الضيعة الكبير في المنية، حيث القى الشيخ القاضي حبيب جاجية خطبة الجمعة وأم المصلين.

اترك ردإلغاء الرد