بدران: يؤكد أهمية الإعلام داخل الأوطان

تحفل بالنزاعات والمخاطر على جميع الأصعدة. كما لا ينبغي إغفال الواقع الجديد لحركة المعلومات في زمن الحروب والأزمات، التي عرفت انفجاراً غير مسبوق قلب حقائق حقبة التسعينيات. فتطور تكنلوجيا المعلومات وظهور شبكة الانترت، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي خلق عالماً جديداً حافلاً بفيض بالمعلومات والأفكار، كسر احتكار وسائل الإعلام التقليدية لمصادر الخبر، حيث أصبح المواطن الحائز على الوسيط التكنولوجي المعلوماتي (هاتف جوال، أو حاسوب..) له دور الفاعل المساهم في صناعة الخبر، وبالتالي في التأثير في الرأي العام. هذا الواقع الجديد، بقدر ما يعقَد الرهان على وسائل الإعلام والاتصال، يفتح المجالَ لمهام وفرص جديدة ترتسم أمام الجهات الدولية والمحلية المعنية بصناعة السلام العالمي. وتعتبر المعلومات الموجهة لعامة الناس متغيرًا مهمًا، بل وحيويًا بالنسبة للجيوش وإدارات النزاعات. في رأي دونالد رامسفيلد نفسه، النضال ليس فقط ساحة المعركة، ولا يمكن كسبه أو خسارته إلا في محكمة الرأي العام” اضافت: “نصل إلى مؤتمرنا السنوي الثامن ونذكّر أن الرابطة قد نشأت في نيسان 2014 كشبكة عربية للباحثين في علوم الاعلام والاتصال يتواصلون من خلالها ويشكلون فرقهم البحثية. كان للرابطة سبع مؤتمرات سنوية من بينها اثنان في الخارج، في جامعة مستغانم في الجزائر وفي الجامعة الأردنية في عمان. وملتقانا السادس كان بواسطة تقية زووم من بعد والسابع هنا في كلية الإعلام السنة الماضية في مثل هذا الوقت. وقد نظمت الرابطة ورش عمل عديدة في لبنان والخارج في فلسطين و قطر ومصر والأردن ودهوك… ونتيجة كل هذه النشاطات البحثية صدر للرابطة أحد عشر كتاب إلى جانب 34 عدد من مجلة الاتصال والتنمية البحثية المحكمة. شبكتنا ما زالت حية رغم كل الظروف، بل إنها أعادت إحياء قوتها الأساسية، بتفعيل دور منسقيها في كل البلاد العربية في مختلف مناطقها. أود أن أشيد هنا بجهود أعضاء الهيئة الادارية العامة الممثلة بالمنسقين في سائر الدول العربية وبأعضاء المجلس الإداري في لبنان وهنا شكر خاص لنائب الرئيس المعاون الدائم الدكتور هيثم قطب محرك الرابطة وحارسها الأمين صاحب المبادرات والأفكار الحكيمة”.

وتوجهت الدكتورة العبدالله بالشكر “لرئيس الجامعة البروفسور بدران لرعايته ملتقاننا الثامن وأتمنى له التوفيق في استمراره في قيادة السفينة رغم الرياح العاتية، ولمدير كلية الاعلام عضو الرابطة النشيط المثابر الخلوق دائما المخلص البروفسور رامي نجم الذي لا يزال يبذل كل ما باستطاعته من جهد وخدمات خدمة للمعرفة، لإنجاح هذا الملتقى السنوى العلمي الهام. كما أود أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في التنظيم والتنسيق والاستقبال. كل الشكر لكل أعضاء فريق العمل التقني والعلمي، ولأسرة الرابطة جمعاء، فردا فردا، ولجان التنظيم ولجنة الإعلام وكل الزملاء المشاركين بمداخلات حضوريا ومن بعد ومدراء الجلسات. يسعدني كثيرا أن نكون مجددا في ترابط فعلي، نختبره عند التجربة فتتوحد إرادتنا وقلوبنا وجهودنا في اتجاه واحد، وهذا بالتأكيد ما يساهم دائما في استمرارية الرابطة وانتشارها و ونجاحها في بلوغها أهدافها العلمية. أرحب بكم جميعا وأجدد شكري وأتمنى لكم مشاركة ومتابعة موفقة ومفيدة وممتعة لجلسات المؤتمر وآمل أن نتمكن معا من الخروج بأفكار تساهم في بناء رؤية لاستعادة دورنا المفقود والمساهمة في إحداث التأثير في بلادنا التي تمر بأصعب الأوقات… شكرا لكم”. عملية ابعاد الكوارث عن شعبنا وقد نجحنا بذلك مثلنا مثل الدول المتقدمة في العالم وكنتم شركاء في هذا النجاح عبر محاربتكم الافكار غير العلمية والشائعات التي كانت تهول على الناس او تستخف بالوباء لدرجة الاستهتار، تلك هي القوة الناعمة التي استعملت في محاربة الوباء الى جانب قوة مواجهة القاسية التي تحملها اطباؤنا وباحثونا وطلابنا”.

واردف: “في العالم يستحضرني دور الاعلام والتواصل في معارك ذات ابعاد دوليه في طليعاتها اطلاق ما يسمى بالجيوش الالكترونية عبر مواقع تستحدث لغايات تعبوية او استخباراتية او عبر حجب العديد من المواقع دون النظر الى اهميه الدور الذي يلعبه صاحبها كموقع رئيس دولة او كما حصل في اوروبا مؤخرا بتبادل حجب العديد من المواقع ووسائل التواصل في حرب الروسية الاوكرانية”.

ولفت الى ان “موجات اذاعة لندن في الحرب العالمية الثانية شكلت خطرا على المانيا كان يعادل او يتفوق على خطر موجات الطائرات الالمانية المغيرة على لندن، لدرجة ان الالمان اخذوا قرارا باعدام من يضبط متلبسا بالاستماع الى الـ”بي بي سي”، كما نعلم جميعا الدوري الحاسم الذي لعبته الاذاعة نفسها في تعبيد الطريق امام الجنرال ديغول ليعود منتصرا الى وطنه فرنسا. هذه الامثله وغيرها والعديد يوضح لنا اهمية دور الاعلام و التواصل في تحقيق تحولات مجتمعية داخل الاوطان وعالمية تتجاوز حدود اي بلد. من هنا اشدد على ضرورة الاستمرار في نهج البحث العلمي في كلية الاعلام والتوفيق واشتراك باحثين في العلوم الاجتماعية والاداب وغيره، في اجراء الابحاث المتعددات الاختصاصات والتي تواجه المشاكل اليومية التي يمكن ان يمر بها المجتمع او الوطن”. وختم بدران شاكرا “للرابطة والكلية ولكل من ساهم في التحضير لهذا اللقاء وانجاحه، واتمنى ان يسفر عن توصيات تستطيع الاستفادة منها بتعزيز الحيوي العلمي البحثية في جامعتنا ومجتمعنا على مجالنا البحثي الحديث مواضيع ومحاور وإشكاليات جديدة مرتبطة بالاتصال والحوكمة السياسية والمواطنة الديموقراطية والتشاركية والوظيفة الرمزية الاجتماعية لوسائل الاعلام والاتصال الحديثة لا سيما في أوقات الحروب والأزمات”.

اترك ردإلغاء الرد