خروج جماهيري كرنفالي ل”عون”



وحده من بين رؤساء الجمهورية اللبنانية، حظي الرئيس ميشال عون بنهاية عهد كرنفالية، علمًا أنه الوحيد أيضًا الذي خرج من القصر الجمهوري مرتين، الأولى في 1990 تحت وابل القذائف والمدافع السورية، والثانية بمواكبة شعبية كبيرة اقتصرت على أنصاره ومؤيديه.


لم تكن نهايات عهود 13 رئيسًا لبنانيًا ما بعد الاستقلال متشابهة، فمنهم من مدد ولايته، ومنهم من خرج بشكل طبيعي، ومنهم من سلم الفراغ، ومنهم من انتهى عهده بثورات أو بحروب.

ومنذ استقلاله عام 1943، عرف لبنان 8 رؤساء جمهورية قبل «اتفاق الطائف»، و5 رؤساء بعده هم: رينيه معوض، والياس الهراوي، وإميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون.

الرئيس بشارة الخوري، أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال، عندما قدّم استقالته إثر تظاهرات واسعة اتّهمته بالفساد وسوء الإدارة ولم يكمل ولايته الثانية. ومثله، غادر الرئيس كميل شمعون «فتى العروبة الأغر» مع قرع طبول ثورة 1958 الدموية. أما الرئيس فؤاد شهاب، الذي أرسى دولة القانون والمؤسسات وبنى النهج «الشهابي»، فرفض كل محاولات التمديد له، وانهى ولايته من بيته في جونيه.

الرئيس شارل حلو انهى ولايته بشكل سلس وطبيعي. والرئيس سليمان فرنجية انتهت ولايته فيما كانت طبول الحرب اللبنانية قد بدأت تُقرع. وكذلك أنهى الياس سركيس ولايته بشكل طبيعي وغادر الى باريس.

الرئيس بشير الجميل تم اغتياله قبل ان يدخل الى القصر الجمهوري بعد 23 يومًا من انتخابه. وغادر الرئيس أمين الجميل بعبدا مسلِّمًا قائد الجيش آنذاك ميشال عون ليترأس حكومة عسكرية.

واستشهد الرئيس رينيه معوض أول رئيس ما بعد الطائف في بداية ولايته. أما الياس الهراوي فغادر القصر الجمهوري بعد ولايتين.

الرئيس اميل لحود غادر قبل دقائق من انتهاء ولايته الثانية مسلِّمًا الفراغ. وأنهى ميشال سليمان ولايته بشكل طبيعي ومن دون ان يسلم أحدًا.

الرئيس ميشال عون غادر مرتين، الاولى في 1990 إلى منفاه الباريسي، والثانية، أمس، قبل يوم واحد من انتهاء ولايته إلى فيلاه في الرابية مع مواكبة شعبية، هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ليكون صاحب الخروج الأكثر حضورًا جماهيرًا.

/القبس/

اترك ردإلغاء الرد