35 الفًا في “كوب 27” بمصر:
الكارثة البيئية أكبر ضيوف المؤتمر

/ترجمة زائدة محمد الكنج الدندشي_ الرائد نيوز/


أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا مفزعًا عن تغير المناخ والجهود العالمية لمواجهة الكوكب الذي ترتفع درجة حرارته في وقت سابق من هذا العام.

وقالت الأمم المتحدة إن الطقس الشديد آخذ في الارتفاع، مع تعرض مليار شخص لخطر فقدان منازلهم مع اشتداد العواصف وارتفاع مستويات سطح البحر بسبب ذوبان الجليد.

وتموت بعض أثمن النظم الإيكولوجية في العالم، بينما يواجه الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المناطق التي ضربتها حرائق الغابات – وهي أكثر شيوعًا الآن وسط الحر الشديد – مشاكل تنفسية.


ومع ارتفاع درجات الحرارة، تنتشر الأمراض المدارية. وذكر تقرير الأمم المتحدة أن مئات الملايين من الأشخاص سيضطرون إلى الهجرة مع انهيار الزراعة. لهذا السبب فإن مؤتمر الأطراف 27 هذا العام – الذي عقد في شرم الشيخ، مصر – هو أحد أهم المؤتمرات حتى الآن. وتجمع لعشرات الآلاف من المسؤولين والخبراء والمؤثرين لإعادة تركيز الجهود على خفض الانبعاثات وإدارة تغير المناخ.

موعد “كوب 27″؟

وسيعقد مؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين في الأسبوع المقبل، في الفترة من 6 إلى 18 تشرين الثاني، في شرم الشيخ بمصر، في مركز المؤتمرات الدولي، القريب من المطار الدولي للمدينة السياحية، والذي يتسع ل 20 ألف شخص، ويتيح الموقع المجال في التنقل”لذوي الحاجات الخاصة المحدودة”.

لماذا شرم الشيخ؟

شرم الشيخ ليست غريبة عن استضافة المؤتمرات الدولية، فقد كانت مكانًا للمنتدى الاقتصاديّ العالميّ مرتين، مرة في عام 2006 ومرة أخرى في 2008.

تقع على شواطئ البحر الأحمر الذي يعتبر أحد أبرز النظم الإيكولوجية البحرية في العالم، ويقول علماء المحافظة على البيئة إنه مهدد. ويعتقظ ناشطون محليون “أنه من الملائم عقد مؤتمر عن المناخ في المدينة، لأنه يمثل إحدى أشد الأزمات البيئية إلحاحًا في مصر” .

كما استضافت المدينة الساحلية قائمة طويلة من قمم السلام، بما في ذلك اجتماع عقد في عام 1999، حيث تم توقيع اتفاق لاستعادة الحكم الذاتي الفلسطيني في قطاع غزة، وعدد من الاجتماعات الأخرى ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


لماذا يسمى كوب 27؟
تعرف قمة الأمم المتحدة للمناخ باسم مؤتمر الأطراف. كان هناك 26 مؤتمرًا حتى الآن. مما يجعل هذا المؤتمر Cop27.

و”الأطراف” بهذا الاسم هي ال 197 دولة الموقعة على معاهدة الأمم المتحدة للمناخ، أو اتفاق الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

من هي البلدان التي ستحضر المؤتمر؟

تقول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن 35 ألف شخص سجلوا أسماءهم لحضور المؤتمر، منهم قادة العالم والمسؤولين الحكوميين وصناع السياسات والخبراء. ويتضمن جدول أعمال المؤتمر قائمة طويلة من المحادثات والاجتماعات، لمعالجة جميع جوانب تغير المناخ.
ومن أهم القضايا تمويل المناخ – ضمان حصول البلدان النامية على أحدث التكنولوجيات المنخفضة الكربون. وهناك عامل آخر يتمثل في الأمن المائي، بما في ذلك تحسين الكفاءة في معالجة المياه وتوزيعها.

وتعمل دول أخرى على حماية الأراضي الرطبة وأنظمة الأنهر، والتكيف مع تغير المناخ وجعل الزراعة أكثر كفاءة في استخدام المياه. وهذه القضايا ملحة، خصوصا لبلدان الجنوب العالمي الأقل تجهيزًا ماليًا للتعامل مع كوارث البيئة.

وزادت معاناة باكستان، التي تعاني أصلًا من ضائقة مالية، بسبب أضرار بلغت 10 مليارات دولار بعد فيضانات، أودت بحياة 1300 شخص.

كما عانت ألمانيا أيضًا، حيث تكبدت خسائر بلغت 40 مليار دولار نتيجة للفيضانات في 2021، في حين تقول الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة إن الطقس المتطرف يكلفها نحو 24 مليار دولار سنويًا.

وسيحضر المؤتمر ممثلون عن الشركات الخاصة والمبادرات العاملة في مجال تغير المناخ. وسيتم إعطاء الشركات التي لديها حلول بيئية متطورة الفرصة لعرض تلك الحلول. ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر عدد كبير من المنظمات غير الحكومية المعنية بتغير المناخ. كما سيشارك فنانون ومصممون ومشاهير، لتقديم عروض فنية وعروض أزياء، وفقا للموقع الإلكتروني للمؤتمر.

ما أهمية كوب 27 إلى هذا الحد؟
في عام 2022، ضربت بعض أشد الكوارث المناخية حدة لسنوات عدة أجزاء من العالم، وهي أحداث أكدت الحاجة لمعالجة قضية متزايدة ومخيفة.

ومع اندلاع حرائق الغابات والجفاف في مختلف أنحاء أوروبا وغمر ثلث باكستان بالمياه في أعقاب ذوبان الأنهار الجليدية، أصبح الناشطون في مجال تغير المناخ أكثر حرصًا من أي وقت مضى على إحراز تقدم أكثر أهمية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن المؤتمر له أهمية خاصة نظرًا لتركيزه على شبه القارة الأفريقية، التي تضم بعضًا من أفقر بلدان العالم، وهي غير مجهزة للتعامل مع الكوارث البيئية..

ما هو برنامج (كوب 27)؟

سيتضمن برنامج المؤتمر فعاليات تقام في منطقتين. وفي المنطقة الزرقاء، بحيث تعقد أغلبية الاجتماعات والمحادثات المتعلقة بالسياسات من جانب قادة العالم والمسؤولين الحكوميين. كما وستشهد المنطقة الخضراء فعاليات تشارك فيها منظمات القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والفنانون ومصممو الأزياء.

وتوجت الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف، التي عقدت في العام الماضي في غلاسكو باسكتلندا، بميثاق غلاسكو الذي وقعته جميع الأطراف المشاركة وتضمنت التزامات تتعلق بانبعاثات الكربون. كما وقع 141 زعيمًا على اتفاق للتخفيف من فقدان الغابات. ومن المتوقع توقيع اتفاقات مماثلة في هذه الدورة.



ما هي الاولويات؟
اختارت رئاسة المؤتمر التركيز على أربعة مجالات للأزمة المناخية هي: التخفيف، التكيف، التمويل والتعاون.

وسيكون التمويل على وجه الخصوص أساسيًا لأنه من المتوقع التركيز على أفريقيا في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف. إن الآليات المالية اللازمة لمساعدة أفقر قارات العالم في مكافحة تغير المناخ تشكل ضرورة أساسية.

ووفقًا لبيان عن وزير الخارجية المصري سامح شكري في حوار بيترسبرغ حول المناخ في تموز، فإن التعاون سيكون أيضًا جانبًا أساسيًا من المؤتمر.

وقال إن خبرات الدول الغنية ستكون مفيدة في مساعدة الدول الفقيرة على مكافحة الكوارث البيئية.

/كمال طبيخة، روبرت تولاس- ذا ناشونال نيوز/

اترك ردإلغاء الرد