تعليق صفقة الحبوب بعد الهجوم على قاعدة “سيفاستوبول” البحرية

/ترجمة علاء مهدي الشهاب – الرائد نيوز/

قالت روسيا انها ستنسحب من صفقة تصدير الحبوب التى توسطت فيها الأمم المتحدة بعد هجوم كبير نفذته طائرات اوكرانية بدون طيار من الجو وهجمات أخرى من تحت الماء على قاعدتها البحرية سيفاستوبول في البحر الاسود في الساعات الأولى من صباح السبت.

وقد عرضت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لانفجارات وقعت بالقرب من ميناء القرم وفي الميناء، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هجوماً وقع من قبل “تسع طائرات بدون طيار وسبع غواصات مسيرة ” بدأ في الساعة 4.20 صباحا.

وذكر متحدث باسم الوزارة في البداية أن كاسحة الألغام إيفان جولوبيتس تعرضت لاضرار طفيفة في الحادث ، بيد أن هناك تكهنات فورية من مصادر روسية وأوكرانية تفيد بأن السفينة الادميرال ماكاروف قد تكون أصيبت أيضاً.

وذكرت الوزارة في بيان لاحق عبر وكالة أنباء “تاس” أنها علقت “المشاركة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية”.

فقد سمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب من موانئها على البحر الأسود دون خوف من إستهداف السفن التجارية، في حين سمح لروسيا بتصدير الأغذية والأسمدة.

وقالت وزارة البنية التحتية في أوكرانيا يوم السبت أن مبادرة الحبوب “ذات طابع إنساني بحت” وحذرت من خطر على الأمن الغذائي إذا لم يتم إعادة العمل بالاتفاق.

وقالت إنها صدّرت 9 ملايين طن منذ 1 آب، عندما بدأت السفن في الإبحار، بما في ذلك 19٠,٠٠٠ طن من القمح “إلى بلدان على حافة الجوع” في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقال حاكم سيفاستوبول الروسي، ميخائيل رازفوزايف، إن الغارة على الميناء كانت أكبر غارة شنتها أوكرانيا على القاعدة البحرية منذ بداية الحرب حتى الآن، وأنه ينبغي إغلاق جميع مرافق التلفزيون المركزي في المدينة حتى لا تكشف عن مواقع الدفاعات الجوية في المدينة.

كما ادعى ميخاليو بودولياك، وهو مستشار كبير لرئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، بشكل غير مباشر مسؤوليته عن الهجوم، وأشار إلى أنه كبد الأسطول الروسي الوجود في الميناء خسائر فادحة في الأرواح. وغرد قائلا: “لا تفزعوا. وما علينا إلا أن نطفئ الكاميرات ليس فقط في سيفاستوبول، بل وأيضا في كل مكان آخر في الأراضي المحتلة. بعد “هجوم فاشل” طال حدود 1991، قل لسكان المنطقة”z” بأنك “ربحت” الحرب. و”أسطول البحر الأسود” أبحر بعيدا.
وذكر بعض المدونين العسكريين الروس أن الأدميرال ماكاروف، الفرقاطة الروسية الرئيسية في البحر الأسود، قد تم ضربها في الغارة، ولكن لم يكن هناك تأكيد مستقل على هذا أو على تبني المسؤولين الأوكرانيين لهذا الأمر.

وفي وقت لاحق بعد ظهر اليوم، نشر الصحفي الأوكراني أندريه تسابلينكو مقطع فيديو من طائرة أوكرانية بدون طيار تستهدف فرقاطة روسية في البحر، ولقطات أخرى من الغارة. وقال انهم اظهروا أن السفينة الأدميرال ماكاروف قد تضررت، وسفينتين أخريين على الأقل تحملان صواريخ كروز من طراز كاليبر.
كما قال: “هنالك احتمال كبير أن لا تتضرر سفن عديدة فقط بل تغرق،” ولكن لم يكن ممكناً التحقق من صحة الادعاء.

أي هجوم أكراني ناجح على أي قطعة عسكرية من الأسطول الروسي سيكون نجاحاً كبيراً لأوكرانيا، التي لا تملك أسطولاً بحرياً خاصاً بها. السفينة العسكرية الروسية “موسكفا” غرقت بصواريخ أوكرانية في نيسان، مما جعل من الأدميرال ماكاروف أهم سفينة حربية في البحر الأسود.

كانت شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا هدفاً للعديد من الهجمات الجريئة التي شنتها طائرات بدون طيار وقوات خاصة في الأشهر الثلاثة الماضية، ولكن أوكرانيا كانت حذرة بشأن تحمل المسؤولية العامة عن الهجمات التي تدرك أنها سوف تزعج الكرملين بشكل خاص.

وقال جيش موسكو إن السفن التي استهدفت في قاعدة القرم كانت جزءا من صفقة الحبوب التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي انتقدتها روسيا مؤخراً لأن صادراتها من الحبوب قد تأثرت نتيجة للعقوبات الغربية.

كما قالت روسيا إن بريطانيا ساعدت أوكرانيا في تنفيذ الهجوم ، متهمة وحدة متخصصة تابعة للبحرية الملكية مقرها اوشاكيف في جنوب البلاد بتقديم التوجيه. ولم تقدم أي أدلة تدعم هذا الادعاء.

كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية نفس الوحدة بتخريب إثنين من خطوط أنابيب الغاز في بحر البلطيق في أيلول على الرغم من الاشتباه في أن روسيا هى مرتكبة الحادث.

وأضافت “إن ممثلين عن هذه الوحدة من البحرية البريطانية اشتركوا في التخطيط لهجوم إرهابي في بحر البلطيق، في 26 ايلول من هذا العام، بتفجير أنابيب الغاز نورد ستريم ١، ونورد ستريم ٢

ولم ينسب التفجير رسمياً إلى روسيا، لكن حقيقة أن السفن الروسية شوهدت بالقرب من خطوط الأنابيب التي تضررت، تشير إلى تورط موسكو.

رفضت بريطانيا بيان موسكو. وقالت: “أن وزارة الدفاع الروسية تلجأ إلى ترويج ادعاءات باطلة بشكل صارخ للتقليل من حدة الغزو الكارثي غير الشرعي لأوكرانيا.”
وأضافت “إن هذه القصة المخترعة تنبئنا بوجود قدر أعظم من المجادلات الجارية داخل الحكومة الروسية مقارنة بما تنبئنا به عن الغرب”.


/دان صباغ_ ذا غارديان/

اترك ردإلغاء الرد