آخر التواقيع.. لا حكومة!

يدخل الاستحقاقان الحكومي والرئاسي في مهب الفراغ حيث لم يعد ممكنا إنجاز أيّ منهما في خلال الايام الاربعة المتبقية من ولاية رئيس الجمهورية التي تنتهي منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء المقبلين. وفي هذا الصدد اكد مرجع كبير لـ”الجمهورية” انّ اي اتصالات او محاولات جديدة لم تحصل امس أقله على مستوى تأليف الحكومة. وتوقّع ان تتولى حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئاسة الجمهورية بالوكالة توّاً بعد خلو سدة رئاسة الجمهورية بدءاً من الاثنين، حيث ان ليس هناك مِن نص دستوري يمنعها من ذلك.

بدأ حبس الانفاس واشتدّ الكباش مع اقتراب العد العكسي من ساعة الصفر لحظة سقوط قلم التوقيع من يد رئيس الجمهورية عند الثانية عشرة ليل الاثنين المقبل…

وقد سَرت في الساعات الاخيرة أجواء اتهمت اوساط ميقاتي «التيار الوطني الحر» ببثّها حول حصول حلحلة في التأليف مع ترجيح ولادة الحكومة خلال يومين. لكن مصدراً سياسياً رفيعاً مُطلعاً على ملف التأليف دَحض هذه الاجواء وكشفَ لـ«الجمهورية» ان «التيار سبق له ان اعتمد هذه الافلام ليُلقي اللوم على الرئيس المكلف ويتهمه بالعرقلة، فيما حقيقة الامر ان رئيس التيار النائب جبران باسيل لا يزال عند موقفه بعدم اعطاء الثقة لحكومة ميقاتي».

وروى المصدر لـ«الجمهورية» آخر المفاوضات التي اصطدمت بشرط الثقة قائلاً «انّ ميقاتي رضي بالهَم والهم لم يرض به، فبعد ان تم الاتفاق على تغيير ٦ وزراء داخل الحكومة (سني – شيعي – درزي – ٣ مسيحيين قريبين من التيار يختارهم باسيل) توقّف النقاش والتفاوض عندما سأل ميقاتي عن الثقة، فكان جواب باسيل: « لا ثقة».

واضاف المصدر ان ميقاتي استَفزّه كثيراً هذا الامر واستاء من طريقة التعاطي، فبعد ان قبل بشروط باسيل الذي أكلَ عليه حق معرفة الاسماء الثلاثة وحقائبهم لأنهم «يخصّونه» فلا يكشفهم الا قبل ربع ساعة من اصدار المراسيم، أصرّ على انّ الثقة حق مكتسب له ولكتلته وهو يقرر ما اذا كان سيعطيها والارجح انه لن يعطيها. هنا فرملَ الرئيس المكلف العملية وقال للوسطاء «لا حكومة الا اذا قبلوا بالشروط التي وضعتها وفي مقدمها الثقة». فأُطفئت المحركات في انتظار صدمة ما اصبحت صعبة في هذا المناخ».

وعن امكانية حصول مفاجآت في ظل ضيق الوقت، اشار المصدر الى انه «لا يزال هناك عملياً 5 ايام، واذا ما حسمنا منها خميس التواقيع وأحد المغادرة تبقى 3 ايام»…

لكن المصدر يعود ويسأل: ما الذي يمكن ان يحصل؟ لا شيء على الارجح الا اذا كان باسيل يريد رَد الصاع صاعين لميقاتي، فالاخير لعبَ على ضيق الوقت حتى لا يتسنّى لرئيس الجمهورية ترؤس أي جلسة يمكن ان يطرح من خارج جدول اعمالها بنداً، وباسيل يريد ان يبتزّ ميقاتي حتى آخر نفس»…

ويختم المصدر «انّ العهد الذي ينشغل بآخر ايامه بتعليق النياشين، وآخرها على صدر هوكشتاين اليوم، لم يَشأ ان يمحو من صفحاته في آخر صلاحياته ومحطاته انه بالفعل في بعبدا كان هناك رئيسان: الاول يُفاوض والثاني يوقّع».

من جهتها، أشارت “الانباء الالكترونية” الى ان زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بعبدا منذ يومين وممازحته الإعلاميين بالقول إنه لن يستطيع المبيت في القصر الجمهوري لأن رئيس الجمهورية نقل كل شيء الى الرابية، يعتبرها البعض على أنه قطعٌ للشك باليقين بأن ثمة استحالة لتشكيل الحكومة، وقد كشفت مصادر مواكبة للتطورات التي وصل اليها هذا الملف، في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية أن ميقاتي أثناء لقائه عون صارحه بالقول أنه لن يستيطع تشكيل الحكومة في هذه الأجواء والسقوف العالية التي يضعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وسأله “ماذا يمنع ان نجدد الحكومة الحالية بذات المواصفات”، لكن عون أصرّ على تشكيل حكومة بمعايير موحدة وفق تعبيره، فأجابه ميقاتي بأنه لا يستطيع ان يعطي باسيل ما يريد، فرد عون “هيك مش ماشي الحال”، فغادر ميقاتي، ختمت المصادر.

النائب السابق علي درويش أشار في حديث مع “الأنباء” الالكترونية الى أن أبواب تشكيل الحكومة مقفلة وصعبة جداً، لكنها ليست مستحيلة، ال أنه هناك صعوبة بإحداث خرق ما في ما تبقى من وقت، فالأفق مسدود.

وفي تعليقه على المراهنين على التشكيل في الساعات ال 48 المقبلة، قال درويش: “اذا مر يوم الجمعة ولم تبصر الحكومة النور تصبح هناك استحالة لتشكيلها يوم السبت، خاصة وأن الرئيس سيغادر بعبدا يوم الأحد”، مجدداً القول ان ميقاتي سعى جاهداً منذ 29 حزيران الماضي عندما سلم الرئيس عون مسودة التشكيلة الحكومية وهو لغاية الآن لم يتلق جواباً عليها، وكان في ذلك الوقت منفتح على كل الاقتراحات”.

أيام قليلة إذا وينتهي عهد الرئيس عون، فهل ستشهد الساعات الأخيرة على معجزة ما تؤدي الى ولادة حكومة أم أنها فعلاً باتت في “خبر كان”؟

/ الجمهورية /

اترك ردإلغاء الرد