هل من كلمة سرّ رئاسية باريسية

لم تكن باريس يوماً بعيدةً عن المشهد السياسي اللبناني، وبشكلٍ خاص مشهد الإستحقاق الرئاسي الذي لطالما شكّل نقطة تقاطع، وفي الوقت نفسه، تجاذب بين العاصمة الفرنسية من جهة، وواشنطن كما عواصم خليجية وعربية من جهةٍ أخرى. وتأتي القمة الفرنسية ـ السعودية الأخيرة في باريس، كمحطة ونقطة انطلاق جدّية للحراك الديبلوماسي باتجاه بيروت وانتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة، ولو من دون الدخول في أية تفاصيل متّصلة بأسماء عشرات المرشحين الذين يتمّ التداول بهم في الأوساط المحلية، كما الإقليمية والغربية.

وبمعزلٍ عن التوقّعات بتزخيم الدور الخارجي، وعلى وجه الخصوص الفرنسي في إطلاق كلمة السر الرئاسية، فإن مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، كشفت عن عدم وجود حماسة إلى اليوم لدى باريس أو غيرها من عواصم القرار المعنية بالإستحقاق الرئاسي، وتحدثت ل”ليبانون ديبايت”، عن دورٍ في هذا السياق تقوم به العاصمة الفرنسية كما السعودية، لكنه ليس سرياً أو مشوباً بالضبابية، كونه مُعلن ومنذ مدة، وينحصر بالدعوة إلى إجراء الإنتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية وليس أكثر.

ورداً على السؤال الأبرز المطروح منذ عودة السفيرة الفرنسية آن غريو من إجازتها الصيفية إلى بيروت، والذي يتناول دورها في “جسّ” نبض القوى المحلية الرئيسية المعنية بانتخاب الرئيس، أو بوضع “فيتو” محدّد على بعض المرشحين، تجيب المصادر الديبلوماسية، بأن هذا الدور غير مطروح، على الأقلّ لجهة طرح أسماء معينة، سواء من قبل المرشحين الذين سبق وأعلنوا ترشيحهم، أو المرشحين الذين يعملون في الكواليس الديبلوماسية، بهدف الإيحاء بأنهم يحظون بدعمٍ خارجي. وفي هذا المجال، تؤكد الأوساط نفسها، أن أولوية باريس على مستوى الإستحقاق الرئاسي، تتركّز على انتخاب رئيس توافقي، ولو أنها لم تتدخل في أي نقاشٍ في المواصفات المفترضة لدى الشخصية التي سوف تترشحّ إلى رئاسة الجمهورية.

وبالتالي، فإن ما من سيناريوهات رئاسية جاهزة على طريقة التسويات التي حصلت في أكثر من محطة رئاسية، تكشف الأوساط الديبلوماسية المطلعة، وذلك على عكس كل ما يتمّ التداول به حول رعاية أو وساطة خارجية تقودها باريس للملف الرئاسي، وتنتظر أن تتكامل مع المعادلات الإقليمية.وانطلاقاً ممّا تقدم، تستنج الأوساط، أن المواصفات التي تؤيدها باريس في الرئيس العتيد، لا تتناقض مع المعايير التي كان حدّدها الرئيس إيمانويل ماكرون لجهة صفة الإنقاذ، مع العلم أنه لن يكون من السهل على باريس أو أي جهة خارجية، الدخول بفاعلية على خطّ تحديد “بروفايل” الرئيس المقبل، وبالتالي، فإن دورها، لن يتجاوز تقديم الدعم لأي مسعى توافقي يحقّق تطلّعاتها في هذا الإطار.

/ ليبانون ديبايت /

اترك ردإلغاء الرد