برّي رئيسًا لمجلس النوّاب بأقل نسبة تصويت منذ عام1992

انتخب نبيه برّي اليوم الثلاثاء نبيه بري لرئيساً لمجلس النواب لولاية ‏سابعة على التوالي.
وصوّت 65 نائباً لصالح بري، فيما صوت آخرون بـ23 ورقة بيضاء و40 ورقة ملغاة لأنها عملت شعارات أو اسماء شهداء.
نبيه بري صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب بالعالم العربي، ‏يعتبر عميد رؤساء البرلمانات، لتبوّئه رئاسة مجلس النواب في لبنان لمدة ‏‏30 سنة متتالية. رقم تاريخي سجّله بلا منازع ‏على رأس السلطة ‏التشريعية، مفتتحاً عامه الـ31. ‏

من هو نبيه بري؟
ولد نبيه مصطفى بري عام في 28 كانون الثاني (يناير) 1938 في مدينة ‏فريتاون، عاصمة سيراليون. ووالده مصطفى بري كان أحد وجهاء بلدة ‏تبنين الجنوبية.‏
تلقى علومه الابتدائية والمتوسطة والثانوية متنقلاً بين مدارس تبنين ‏وبنت جبيل وصور (جنوب لبنان) والمقاصد والحكمة في بيروت.‏
حصل على إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية عام 1963 ثم أكمل ‏دراساته العليا في الحقوق في جامعة السوربون في باريس.‏
خلال دراسته الجامعية في لبنان أصبح رئيسا للاتحاد الوطني للطلبة في ‏الجامعة اللبنانية. وبعد أن أنهى فترة التدريب في مجال المحاماة بدأ ‏حياته المهنية.‏

على الصعيد السياسي كان بري يحمل أفكاراً قوميّة ونشط في صفوف ‏‏”حزب البعث” في أوائل الستينيات من القرن الماضي. وفي أواسط ‏الستينيات تعرف على الإمام موسى الصدر وتأثّر بأفكاره ونشأت ‏بينهما علاقة قوية حتى بات واحداً من المقرّبين جداً منه وأحد ‏أبرز مساعديه.‏
انضم بري الى حركة أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” التي أسّسها موسى الصدر عام 1970. وترأس الحركة في 1980 بعد عامين على اختفاء ‏الإمام.‏
لم يلعب بري دورا كبيرا في حركة “المحرومين” التي أسسها الصدر ‏والتي تلاشت مع اندلاع الحرب الأهلية عا 1975. وتحوّل الصدر إلى ‏رمز للطائفة الشيعية بعد اختفاء أثره خلال زيارة له إلى ليبيا عام 1978 ‏مع اثنين من مساعديه.‏

حركة المحرومين
وعادت الحياة إلى حركة المحرومين التي حملت بعد ذلك إسم “أمل” ‏وخلال هذه المرحلة لمع نجم بري وأصبحت الحركة جزءاً من الحركة ‏الوطنية المسلحة التي كانت تضم “منظمة التحرير” والقوى اليسارية ‏اللبنانية في مواجهة حزبي “الكتائب” و”القوات اللبنانية” خلال السنوات ‏الأولى من الحرب الاهلية.‏

شاركت حركة أمل برئاسة بري في الحرب الأهلية اللبنانية (1975-‏‏1990)، وخاضت مواجهات مع أطراف عدة بينها الميليشيات ‏المسيحية، والفصائل الفلسطينية في حرب المخيمات (1985-1988)، ‏وحتى “حزب الله” قبل أن يصبح الطرفان شريكين أساسيين في الحياة ‏السياسية تحت ما يسمّى “الثنائي الشيعي”.‏

ترأس بري منذ عام 1993 اتحاد البرلمانيين المتحدرين من أصل لبناني في ‏‏19 بلداً، كما يترأس منذ سنة 1999 اللجنة البرلمانية العربية لكشف ‏الجرائم الاسرائيلية ضد المدنيين العرب.‏
انتخب في حزيران (يونيو) سنة 2003 رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، ‏وتسلم الرئاسة في دمشق في الأول من آذار (مارس) سنة 2004. ‏وانتخب رئيساً لمجلس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر ‏الاسلامي في دكار (السنغال) بتاريخ 9 آذار (مارس) سنة 2004.‏

تم تعيينه:‏
ـ وزير دولة للجنوب والإعمار، ووزيراً للموارد المائية والكهربائية، ‏وللعدل، في نيسان (إبريل) سنة 1984، في حكومة الرئيس رشيد ‏كرامي.‏
ـ وزيراً للموارد المائية والكهربائية، والإسكان والتعاونيات، في ‏تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1989، في حكومة الرئيس سليم الحص.‏
ـ وزير دولة، في كانون الأول (ديسمبر) سنة 1990، في حكومة ‏الرئيس عمر كرامي.‏
ـ وزير دولة، في أيار (مايو) سنة 1992، في حكومة الرئيس رشيد ‏الصلح.‏
عيّن نائباً عن محافظة الجنوب، في سنة 1991، ثم انتخب وترأس لائحة ‏الجنوب النيابية في دورات 1992 و1996 و2000 و2005.‏
منذ عام 1992، ترأس نبيه بري (84 عاما) البرلمان اللبناني ‏لست ‏مرات متتالية.‏

رئيس مجلس النواب
انتخب رئيساً لمجلس النواب للمرة الأولى بتاريخ 20 تشرين الأول ‏‏(أكتوبر) سنة 1992، وأعيد انتخابه للمرة الثانية بتاريخ 22 تشرين ‏الأول (أكتوبر) سنة 1996. ثم انتخب للمرة الثالثة بتاريخ 17 تشرين ‏الأول (أكتوبر) سنة 2000. وكذلك للمرة الرابعة في 28 حزيران ‏‏(يونيو) سنة 2005 وللمرة الخامسة بتاريخ 25 حزيران (يونيو) 2009 ‏وللمرة السادسة في 23 أيار (مايو) 2018. ‏
ترؤس بري لولاية سابعة، كان أمراً محسوماً، لأنه المرشح الوحيد لهذا ‏المنصب وقد تم انتخابه ‏على الرغم من مسعى عدد من النواب في ‏البرلمان اللبناني الجديد لانتخاب رئيساً آخراً للمجلس.‏
واجتمع مجلس النواب اللبناني في 31 أيار (مايو) 2022 لانتخاب ‏رئيس مجلس نيابي. ويضمّ البرلمان الجديد عملياً كتلاً غير متجانسة لا ‏يحظى أي منها بأكثرية مطلقة، بعد فوز 13 نائباً من الوجوه التي ‏أفرزتها التحركات الاحتجاجية التي شهدها لبنان لأشهر بدءاً من 17 ‏تشرين الاول (أكتوبر) 2019.‏

/وكالات/

اترك ردإلغاء الرد