كان الله بعوننا بعد الاجتماع الهمايوني بين إضراب الأساتذة والتسول من الجهات المانحة
/رأي نوال حبشي نجا_الرائد نيوز/
عُقد صباحًا اجتماع في مبنى وزارة التربية، يضم الوزير عباس الحلبي، دولة الرئيس نجيب ميقاتي ورئيسة المركز التربوي والمدير العام للتربية مع المديرة العامة للتعليم المهني الدكتورة هنادي بري، مع حضور رئيس لجنة تطوير المناهج والممثلين عن الدول المانحة ورؤساء الروابط وممثلين عن المتعاقدين بمختلف مسمياتهم :(مهني، ثانوي، أساسي، مستعان بهم) ونتج عن الاجتماع بعد التداول بشأن العام الدراسي المقبل والذي تفصلنا عنه أيام معدودات دون أية خطة استراتيجية، ودراسة منهجيّة لحلّ مشاكل تتفاقم منذ ثلاث سنوات بالتزامن مع جائحة كورونا وارتفاع الدولار وأسعار المحروقات وهذا كان له الأثر السلبي في الانعكاس على أوضاع المعلمين المتعاقدين والمستعان بهم تحديدًا، المادية والمعنوية لما يتكبدونه بارتفاع تكلفة بدل النقل اليومي، فيما هم يقبضون كل ستة أشهر مرة، وليس الوضع بأفضل منه لأساتذة الملاك، ومن المعيب التفرقة بينهم باختلاف التسميات فكلّهم معلمون الأجيال وبناة مستقبل الوطن.
ومن المحزن الوضع الذي آل إليه الأساتذة في لبنان، مقارنةً مع معلمين دول العالم حيث يتقاضون الراتب الأعلى أجرًا بين كلّ موظفين القطاع العام، تقديرًا منهم للجهد الذي يبذلونه الأستاذة في سبيل تعليم أبنائهم،عدا عن العديد من الميزات والتسهيلات في شؤون الحياة عامةً التي يتمتع بها المعلمون، وعليه نتذكر قول “انجيلا ميركل” رئيسة وزراء ألمانيا السابقة عندما طلب منها الموظفون مساواة رواتبهم بأجر المعلم استنكرت قائلةً:”أتريدون أن تتساووا مع من علمكم! “
أمّا في لبنان فإنّ وزير التربية والتعليم العالي يدعو الأساتذة للعودة إلى المدرسة ولو لم تكفِهم رواتبهم، ويؤكد بأنّه يستعد لفتح المدارس معتمدًا على صبر الأساتذة.
وبعد أن أخبروه الأساتذة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وشاشات التلفزة، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بأنّ صبرهم نفد، وأنّ لا قدرة لديهم ولا استعداد عندهم للتعليم مجاناً ولا عودة قبل الإيفاء بوعوده (المساعدة الاجتماعية كل شهر نصف راتب، بدل نقل ٩٥ ألف ليرة في اليوم، حوافز بالدولار شهريًا) والواقع أن معاش الأستاذ لا يكفيه لدفع تكلفة البنزين للوصول إلى المدرسة.
وعليه تم الاتفاق في اجتماع اليوم على:
_ إعطاء الأساتذة حوافر ولكن لم تحدد قيمتها بعد. تحول إلى الأساتذة مباشرةً عبر omt.
ما هي الحوافز التي ستُدفع؟ ولمن تحديدًا، للمتعاقدين الذين لم يتقاضوا أجر الفصل الثالث، أو للمتان بهم الذين يناشدون لتحصيل مستحقات الفصل الثاني للعام الماضي، أو أساتذة المهني أو بدل نقل أساتذة الملاك التي لم تُقبض من شهر شباط الماضي ورواتبهم في انتقاص كل شهر كضريبة دخل بدل الزيادة الموعودة؟
بعد هذا المشهد المهيب في الصورة أعلاه لا تسعفنا الكلمات للتعبير عن صدى ومدى الإنجاز الكبير الذي قامت به الحكومة اللبنانية مجتمعةً برئيس حكومتها ووزارئها الحالين والسابقين مع الدول المانحة وممثلين عن الأمم الداعمة للتعليم الرسمي، ليكون القرار بدفع “الحوافز” للمعلمين!
مش حرزانة تتكلفوا بنزين، وتلبسوا وتتأنقوا وتأتوا من بيوتكم في هذا الحرّ اللاهب، وتضيئوا الوزارة وتستهلكوا التكييف المركزي، وتقفوا انتصابًا للنشيد الوطني، وتكون النتيجة قرار صارم، بدفع الحوافز! كان الله بعونكم على اتمام صِعاب مهماتكم.