لذلك نحن نسألُ: لماذا لا نثور؟


/رأي نوال حبشي نجا_الرائد نيوز/

كل شيء في وطننا العربي، يعزز فيك الشعور بعبثية الحياة وغياب المعنى، تتفتح الأبواب للشباب بعد تخرجهم من جامعاتهم التي بُعثوا إليها لمتابعة دراساتهم العليا لتفوقهم وتميزهم، ومن ثم تكون العودة إلى الوطن لنجد كل الأبواب مغلقة بثلاثة أقفال وبابًا وحيدًا مواربًا كُتب عليه “حياة الروتين” لا تدخله!
ولا جديد يلوح في الأفق.

أتابع الأخبار كما يفعل كل مواطن عربي، فنحن العرب “دواجن سياسية” لا نستطيع تجاهل نشرة الأخبار. فمصيرنا معلّق بحكوماتنا، وحكوماتنا عالم غيبيّ لا نعرف عنها إلا عن طريق نشرة الأخبار. آفة الأخبار هنا أنها تملأ عقلك سخفًا وقلبك يأسًا، وتزرع فينا يقينًا ما يريدون هم إقناعنا به.

يُحكى أنّ هناك رجلاً صالحاً،
يهتمّ بثلاثة بلابل في قفص ذهبيّ منمق ومزين، ذات يوم علقه على غصن شجرة، وكانت هناك أفعى تراقبه ولنحفها الشديد استطاعت أن تدخل من خلال قضبان القفص، وأكلت البلابل فانتفخ بطنها ولم تعد تستطع الخروج، فمكثت في القفص هادئة بانتظار مصيرها. فكانت ردة فعل صاحب البلابل بإطلاق النار عليها…

المغزى أنّنا نُأسر بما نريد الحصول عليه، أردنا إنارة بيوتنا فكنا عبيداً، عند أرباب المولدات يستولون على معاشاتنا قبل أن نحصل عليها. كذلك الأمر بالنسبة للمدارس والجامعات الخاصة، أردنا تعليم أولادنا فأضحينا في هموم لا تفارقنا وهلوسات تراودنا عن الغد، والأيام القادمة مع تدني المدخول وقيمة المصروف.

لِمَ لا نثور وننتفض؟
إلى متى سيبقى تعبيرنا حبراً على ورق؟ أو اعتراضات على وسائل التواصل الاجتماعي؟

وَلكِنْ نَحْنُ لاَ نَفْتَخِرُ إِلَى مَا لاَ يُقَاسُ، بَلْ حَسَبَ قِيَاسِ …

فنحن لا نريد أن نذهب إلى أماكن وصل إليها آخرون، وتعبوا فيها فنفتخر بما تعبوا هم ..

اترك ردإلغاء الرد