غزة وسيناريوهات الوساطة القطرية المصرية

 

إن حدة الغارات الجوية العنيفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر لا تلغي أبدًا مسارات الوساطة العربية القائمة، والتي بدأ الإعلام الغربي ينشر بعض تفاصيلها خلال الساعات القليلة الماضية.

أولًا: إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين جاء في سياق وساطة قطرية مع حركة حماس التي يتخذ مكتبها السياسي من الدوحة عاصمة قطر مقرًا له، وهي وساطة قديمة جديدة، وقادرة بحسب مراقبين على إحداث الفارق في ظل هذه الحرب المجنونة على مدنيي غزة المنكوبين.

ثانيًا: قطع الأميركان وعودًا لكل من الدوحة والقاهرة، ومفادها “أن أي تقدم في ملف الرهائن المتواجدين بحوزة القسام وسرايا القدس في غزة سيكون له وقع مباشر على طريق إدخال المساعدات ومحدودية الغارات والقصف الجوي” وبالتالي هناك أمل كبير جدًا بالعودة إلى سيناريو التهدئة القديمة، التي كان للمصريين قدرة واضحة على تحقيقها في المرات السابقة.

ثالثًا: الرئيس الأميركي جو بايدن وفريقه يريدون إعادة الأنظار سياسيًا وإعلاميًا نحو الحرب الروسية في أوكرانيا، لا سيما وأن الأحداث المتسارعة في إسرائيل وفلسطين المحتلة حجبت الخبر الأوكراني، وجعلته غائبًا بشكل نهائي، وهو أمر لا يحبذه صناع القرار السياسي في واشنطن، لأن الديمقراطيين على أعتاب سباق رئاسي محموم، و أي حدث فرعي آخر سيجعل خصومهم الجمهوريين أمام نصر محتوم، يتم استخدامه في إيصال مرشحهم إلى البيت الأبيض نهاية العام المقبل.

اترك ردإلغاء الرد